تعتبر اختصاصية طب الأسنان التجميلي في مستشفى قوى الأمن في الرياض الدكتورة عنان ششة، أول سعودية تجتاز مرحلة الماجستير في فترة وجيزة خلال عشرة أعوام، من جامعة بوسطن الأميركية، ولم يحصل على هذه الريادة أي طالب أو طالبة. واعتبر بحثها العلمي «محظوظاً» بشهادة البروفيسور «مايكل ويلسون»، إذ أُدرج البحث ضمن الموسوعة العالمية لصحة الفم والأسنان. عنان لم تمنعها الظروف الاجتماعية والسياسية من إكمال وتحقيق طموحها وإنجاز العديد من الأبحاث والمشاريع. كان معها هذا الحوار: أنهيت مشروعك البحثي في فترة وجيزة، ما الذي ساعدك على تحقيق ما لم يحقق منذ عشرة أعوام في تاريخ الجامعة؟ - الدوافع وراء ذلك كثيرة، منها: طموحي ورغبتي الشديدة في خدمة ديني ثم وطني من خلال تخصصي، ولعل الظروف التي عايشتها في تلك الفترة كانت من الدوافع وراء سرعة إنجاز هذا البحث، إذ إنني مبتعثة من برنامج الخدمات الطبية في مستشفى قوى الأمن، وكان الابتعاث فردياً، وسافرت مع زوجي وطفلي، فكان الشعور بالعبء المادي يخيفني أحياناً نظراً إلى أن زوجي حصل على تفرغ كامل من وظيفته، وذلك إيماناً منه بأهمية إنجاز بحثي العلمي، كما أنه لم يتمكن من الالتحاق بأي بعثة دراسية أثناء وجودنا في أميركا لاهتمامه بي وبأطفالي، وكذلك نظراً إلى تداعيات أحداث ال11 من سبتمبر التي حصلت بعد وصولي بأسبوعين وتردد بعض الإشاعات حول إنهاء البعثات الدراسية. تعد الموسوعة التي أعدها البروفيسور مايكل ويلسون أول موسوعة طبية تهتم بصحة مكونات الغذاء وبصحة الفم، كيف أدرج بحثك ضمنها؟ - بعد تقديم رسالة الماجستير كانت الخطوة التالية نشر البحث (تأثير منتجات الألبان على صحة أسنان الأطفال) في مجلة علمية متخصصة في أميركا، وذلك كان من دعم وتشجيع الدكتورة المشرفة على رسالتي، والتي أخذت هذه المهمة على عاتقها لقناعتها بأهمية البحث في هذا المجال. وبحضور البروفيسور توماس دنتشر رئيس قسم الفك والجراحة في لندن في جامعة برمنجهام، وعمله في قسم السياسة الصحية وأبحاث الصحة في بوسطن، وقراءته للبحث وإعجابه بالنتائج، بل إنه استأذن للأخذ من نتائج البحث وذلك للقيام ببحث مماثل (تأثير منتجات الألبان على اللثة) ووضع اسمي في بحثه ككاتب بحث، وكان في ذلك الوقت البروفيسور مايكل، بصدد عمل موسوعة طبية علمية لتبحث حول مكونات الغذاء وصحة الفم. وقام البروفسيور توماس بتسليط الضوء على بحثي للبروفيسور ويلسون لإعجابه به وبأهميته، واختير من بين الأبحاث التي ستنشر في الموسوعة، وغمرتني السعادة في أن أكون من بين هؤلاء الحاصلين على أعلى الدرجات العلمية درجة (البروفيسور). هل وجدت دعماً وتقديراً من الهيئات والجهات العلمية المتخصصة في السعودية لبحثك العلمي؟ - الحقيقة التي لا تخفى على أحد أن ولاة الأمر في بلادنا حريصون كل الحرص على دعم أبناء الوطن والمنجزات الوطنية، ويبذلون الكثير من أجل تحقيق ذلك. لكن ما يلحظ على بعض الأنظمة والقوانين في الجهات العلمية المتخصصة في وطننا لمجالات البحث العلمي، أنها أقرب إلى «الجمود»، لذا أتمنى من المسؤولين في تلك الهيئات أن يحرصوا على تعديل بعض الأنظمة حتى تتحقق المصلحة التي وضعت من أجلها، وتقدم الدعم النظامي والعلمي للباحث لتشجيعه على مزيد من العطاء، وعلى سبيل المثال يمكن استحداث الدرجات العلمية بهذا الخصوص. وأتمنى من الجهات المتخصصة إعادة النظر في طلبي للحصول على درجة علمية حتى لو كانت تشجيعية. هل يلحق هذا البحث أبحاث أخرى في مجال أمراض الأطفال؟ - أسعى جاهدة إلى خدمة ديني ووطني في مجال تخصصي، وكما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس»، وأسأل الله أن أكون عند حسن الظن بي. متى نرى مشروع الموسوعة في الأسواق السعودية؟ - الجدير بالذكر أن الموسوعات العلمية المتخصصة تستهدف شريحة معينة من الباحثين والمختصين في مجالات البحث وأعتقد أن هذه الموسوعات تخضع لضوابط النشر والتوزيع والرعاية العلمية، وأتمنى أن تتوافر قريباً. هل ترين أبحاثاً علمية خاصة بالأسنان وصحة الفم تحتاج إلى الدعم والتمويل، ولم تأخذ نصيبها في الاستفادة منها في المجلات الطبية المحكمة؟ - أعتقد أننا بحاجة إلى الدعم المستمر في كثير من المجالات، وبخاصة في مجال صحة الفم والأسنان، ولابد من الاستفادة من المجلات الطبية المحكمة، كما أنني أقترح أن يكون هناك مشاركة ورعاية من القطاعات الخاصة في مجالات البحث العلمي، بما يحقق الفائدة المرجوة من هذه البحوث وكذلك يعود على رجال الأعمال والجهات الخاصة بالمزيد من التسويق لخدماتهم.