بالتزامن مع الدورة ال25 لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، يبث راديو «مصر فون» (أُسّس العام 2014) تسجيلات نادرة لمؤتمر الموسيقى العربية في نسخته الأولى العام 1932. وكان المؤتمر يعقد سنوياً لدرس أوضاع الموسيقى العربية وسبل تطويرها، ثم توقف، قبل أن يعود أوائل تسعينات القرن العشرين في نسخته الحالية التي تتضمن مهرجاناً للموسيقى والغناء. تتضمن التسجيلات التي تُبث على مدار الساعة على موقع «مصر فون» على الإنترنت، أغنيات من مصر، تونس، الجزائر، العراق، وسورية. ويرجع الفضل في تأسيس المؤتمر إلى الموسيقار محمود أحمد الحفني الذي عاد من برلين كأول عربي يتلقى علوم الموسيقى في دولة أوروبية. لاحظ الحفني ندرة الأبحاث في الموسيقى العربية، فأراد تجديدها لتتواصل مع الموسيقى الأوروبية من دون المساس بسماتها الأساسية، فسعى لدى وزارة المعارف والملك فؤاد الأول إلى إطلاق المؤتمر. وبالفعل أُطلاق بمرسوم ملكي، وكان الحفني أول أمين عام له. وكان للمؤتمر الأول للموسيقى العربية، وفقاً لعصمت النمر منسق موقع «مصر فون»، الفضل الأكبر على الموسيقى العربية التي اكتسبت طابعاً مستقلاً من خلاله، بعدما كان يشار إليه تحت مسمى «الموسيقى الشرقية». وتقام في الثامنة من مساء غد، أربع حفلات ضمن الدورة ال25 لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، الأولى يحييها المطرب المصري محمد الحلو على المسرح الكبير في دار أوبرا القاهرة وتتضمن مجموعة من أغنياته ومختارات من التراث الغنائي. وتسبقه بالغناء في الحفلة نفسها المطربة الأردنية نداء شرارة. ويقدم عازف الكمان اللبناني جهاد عقل فاصلاً من الموسيقى. ثم يشدو المطرب المغربي فؤاد زبادي بعدد من الأغنيات. وعلى مسرح معهد الموسيقى العربية في القاهرة، يقدم الفريق التونسي «مقامات» مجموعة من الأعمال التراثية، يعقبها فاصل للمطرب سعيد عثمان بمصاحبة فرقته الموسيقية. ويشهد «مسرح سيد درويش» (أوبرا الإسكندرية) حفلة بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو مصطفى حلمي، تبدأ بفقرة غنائية يعقبها فاصل موسيقي لعازف العود العراقي نصير شمة، تليه فقرة لعازف الأورغ أحمد النجار. وتختتم الحفلة بغناء الفنان اللبناني مروان خوري. أما مسرح أوبرا دمنهور، فيحتضن حفلة من فاصلين بمصاحبة فرقة عبد الحليم نويرة، قيادة المايسترو أحمد عامر. الأول للمطربة ريهام عبد الحكيم وتشدو بنخبة من أعمال الموسيقار محمد عبد الوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم، والثاني يحييه النجم السوري صفوان بهلوان بباقة من التراث الغنائي. في موازاة ذلك، تختتم جلسات المؤتمر العلمي المصاحب للمهرجان، وتعقد الجلسة الأخيرة في العاشرة من صباح غد في قاعة «المسرح الصغير» في دار أوبرا القاهرة، وتستكمل مناقشة محور «جماليات الموسيقى العربية التقليدية في إبداعنا المعاصر»، بحضور كل من ماجدة عبد السميع (مصر)، ورؤى اللمكي (عُمان) وعباس السباعي (السودان)، وتختتم بإعلان توصيات المؤتمر.