برمنغهام (بريطانيا)، لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - طوب البابا بنديكتوس السادس عشر في اليوم الأخير من زيارته بريطانيا امس، الكاردينال الإنكليزي جون هنري نيومان الذي تحول الى الكاثوليكية، في قداس اقيم في الهواء الطلق في مدينة برمنغهام (وسط). وحضر حوالى ستين الف شخص القداس الكبير في حديقة برمنغهام الذي قال الفاتيكان انه شكل ذروة زيارة البابا. والكاردينال نيومان، اشهر منشق انغليكاني، اعتنق الكاثوليكية عام 1845 واعتبرها اقرب الى ارث آباء الكنيسة، مما تسبب بصدمة في انكلترا التي كانت تحكمها الملكة فكتوريا. والتطويب هو المرحلة قبل الأخيرة التي تسبق اعلان قداسة الكاردينال. ومثل كل المناسبات الشعبية التي نظمت خلال زيارة الدولة التي قام بها الحبر الأعظم، طلب من الذين ارادوا حضور قداس التطويب دفع ثلاثين يورو مساهمة في تمويل الزيارة. وبعد انتهاء القداس التقى البابا الأساقفة قبل ان يتوجه الى مطار برمنغهام الدولي حيث اقيمت مراسم وداع القى خلالها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون خطاباً اكد فيه ان «الإيمان يشكل جزءاً من بنية بلدنا. لقد كان الأمر كذلك وسيبقى». وبالتزامن مع مغادرة البابا، أظهر استطلاع للرأي أن معظم الكاثوليك البريطانيين يعارضون موقفه من الإجهاض ووسائل منع الحمل. ووجد الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة «يوغاف» لصحيفة «اندبندنت أون صنداي»، أن سبعة من كل عشرة من الكاثوليك في بريطانيا، يعتقدون أن المرأة لها الحق في الإجهاض. واعتبرت الصحيفة أن نتائج الاستطلاع رسالة قوية إلى البابا بأن الغالبية العظمى من الكاثوليك البريطانيين لا تشاطره وجهات النظر حيال الإجهاض وتحديد النسل. وكان البابا جدد خلال زيارته بريطانيا موقف الكنيسة الكاثوليكية ضد الإجهاض واستخدام وسائل منع الحمل، وقدّم اعتذاراً لضحايا الانتهاكات الجنسية على يد قساوسة من الكنيسة الكاثوليكية. لكن جماعة مدافعة عن ضحايا الانتهاكات الجنسية وصفت اعتذار البابا بأنه «علاقات عامة وليس ندماً». ونسبت الصحيفة إلى سو كوكس التي تعرضت لاعتداء جنسي في طفولتها، قولها: «الاعتذار هو ما يقدمه تلميذ عادة حين يضرب الكرة من خلال نافذة، وما نحتاجه هو أن يقوم البابا بالكشف عن كل الملفات المتعلقة بالكهنة المفترسين». على صعيد آخر، أعلنت الشرطة البريطانية اطلاق ستة جزائريين كانت اعتقلتهم للاشتباه بأنهم يشكلون تهديداً محتملاً لزيارة البابا. وقال ناطق باسم الشرطة: «تم إطلاق سراح جميع الرجال الستة الذين اعتُقلوا بموجب قانون مكافحة الإرهاب لعام 2000 من دون توجيه أي تهم ضدهم». وأضاف أن عمليات تفتيش منازل الرجال الستة الذين يعملون في شركة لتنظيف الشوارع ومواقع أخرى من بينها مخزن، لم تكشف عن أي أسلحة أو مواد مشبوهة. وأشارت صحيفة «ذي صنداي ميرور» أن الستة الذين تراوح أعمارهم بين 26 و50 سنة، «سُمعوا وهم يتبادلون نكتة عن البابا في مقصف شركتهم».