شنّ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حملة على وزارة الخارجية، معتبراً أنها لا تضع السياسة الخارجية للبلاد بل مجرد «منفّذ» لها، وذلك في اعقاب تقارير عن عزمه على تنحية وزير الخارجية منوشهر متقي، في ظل «خلافات» بينهما. في غضون ذلك، حضّت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الإيرانيين على التصدي لسيطرة الأجهزة العسكرية على مؤسسات البلاد، معربة عن أملها بأن يسيطر «قادة مسؤولون» على الوضع في ايران. ورأت كلينتون ان الجيش و»الحرس الثوري» وميليشيات «الباسيج» (متطوعي الحرس) ومؤسسات عسكرية اخرى، تعزز سيطرتها على ايران، مضيفة: «أعرف ان هذا الأمر يثير قلق الناس داخل ايران. نقرأ تقارير آتية من ايران. انها أمر يثير قلق الشعب الإيراني». وقالت لشبكة «اي بي سي» الأميركية: «يمكنني ان آمل فقط بأن تُبذل جهود داخل ايران، من قادة مدنيين ودينيين مسؤولين، للسيطرة على اجهزة الدولة». وشددت على ان العقوبات على ايران «مؤلمة جداً»، مكررة ان «المعلومات التي تصل الينا تشير الى ان النظام قلق جداً من تأثيرها على النظام المصرفي والنمو الاقتصادي». في الوقت ذاته، ندد مهدي كروبي أحد قادة المعارضة الإيرانية، في رسالة وجهها الى رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني، بالتزايد «الخطر» في نفوذ «الحرس الثوري» و«الفوضى» التي أغرقت فيها الحكومة البلاد. ولدى وصوله الى نيويورك امس، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال نجاد: «سياستنا الخارجية لا توضع في وزارة الخارجية، على رغم ان الأخيرة تقدم اقتراحات وتتابع مسائل. في الحقيقة، وزارة الخارجية تنفّذ السياسات الخارجية». وأضاف ان «التغيير الذي حصل في السياسة الخارجية، يجب مأسسته في وزارة الخارجية التي تصرفت طيلة سنوات بما يتّفق مع معادلات دولية، لكن ثمة تغييرات على وشك الحصول»، مشيراً الى ضرورة تعديل هيكلية وزارة الخارجية وسفاراتها، مقترحاً تغييرات في «اللغة الديبلوماسية» أيضاً. وتطرّق الرئيس الإيراني الى العلاقات مع روسيا، قائلاً: «لم نقم مطلقاً بأي شيء ضد مصالح روسيا، ولم نحاول يوماً اللعب بالورقة الروسية، كما يقول سياسيون لا أخلاقيون». ويأتي تصريح نجاد بعد تراجعه قبل أيام عن تعيينه 4 مقربين منه، ممثلين له في قضايا إقليمية، في قرار تحفّظ عنه مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي وعارضه مجلس الشورى (البرلمان) والخارجية الإيرانية التي رأت فيه تهميشاً لدورها. لكن نجاد عيّن الأربعة مستشارين له لشؤون الشرق الأوسط وآسيا وبحر قزوين وأفغانستان، كما اختار اثنين لشؤون أفريقيا وأميركا اللاتينية. على صعيد آخر، نفت طهران وواشنطن وإسلام آباد امس، نبأً اورده موقع مرتبط ب «الحرس الثوري»، أفاد باعتقال 7 جنود أميركيين كانوا يحاولون دخول الأراضي الإيرانية عبر الحدود الباكستانية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن علي محمد ازاد محافظ سيستان بلوشستان جنوب شرقي البلاد، نفيه اعتقال هؤلاء في منطقة سروان على الحدود مع باكستان.