أعاد حضور مدير فرع الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكةالمكرمة الدكتور أحمد الغامدي للأمسية الشعرية التي أحياها الشاعر عبدالله الخشرمي، مساء أول من أمس في منتدى عبقر بنادي جدة الأدبي، التربص بالحداثة ورموزها من المحافظين والمتشددين في الثمانينات الميلادية، على أن حضور الغامدي الذي برز في الآونة الأخيرة كصوت للاستنارة والوسطية، جاء لينقض تلك الصورة القاتمة، والتي ما يزال تأثيرها حاضراً في أدبيات الحداثة في السعودية. وجاء الغامدي متلقياً ومستمعاً للشعر وثقافته. وقال مدير الأمسية الشاعر خالد قماش: «إن في الثمانينات كان المتشددون يترصدون ويتربصون بالمبدعين، وحدث في هذا النادي (نادي جدة الأدبي) مع اختلاف الزمان والمكان أن تربصوا بعبدالله الغذامي ومحمد الثبيتي وأسماء كثيرة، والآن يحضر الشيخ أحمد قاسم الغامدي». في الأمسية، قرأ عبدالله الخشرمي عدداً من نصوصه، مثل: كنتُ، قل أجل، سدرة القيظ، الأنوثة، الظل، والوقت أنثى، جنون، عذبيني، جنوبيون، هي، أتسألين؟! قبلة للعاشقين ومرّي، ووطن وكفر. وشهدت الأمسية قراءة نقدية لتجربة الخشرمي الشعرية قدمها الدكتور يوسف العارف وعنونها «بحضور القرية في النص الشعري عند الخشرمي»، متوقفاً عند ما أسماه بإيجابية المفردات وجزالة التعابير المقصدية، «المقصدية حاضرة في شعر الخشرمي، هناك طفل صعلوك داخله، ومعانيه فيها سلاسة وعذوبة»، مشيراً إلى أن الخشرمي أول من أصدر ديوان شعري حداثي. وفي الجولة الثانية من القراءة، قرأ عبدالله الخشرمي ومضات ومقطوعات شعرية قصيرة مثل: جنون، عذبيني، جنوبيون، هي، أتسألين؟! قبلة للعاشقين. وتطرق العارف في قراءته النقدية إلى لغة الشاعر التي وصفها بالبكر والرؤى والصور الجمالية واللغة الجاذبة، مستدلاً بنص «أماه». وقال العارف: «شعر الخشرمي فيه أبعاد وتجليات في اللغة، والصورة متجددة»، مختتماً قراءته بالقول: إن الخشرمي فيه الأنا حاضرة، معتبراً أن ذلك ملمحاً نفسياً في ما يشبه الغرور أو الثقة بالنفس، حاضر في مجمل شعره. وذكر العارف أن جمال الشعر عند الخشرمي يعود إلى إيجابية المفردات وجزالة التعبير والمقصدية، إضافة إلى الحنين إلى القرية. لافتاً إلى أن الحنين إلى القرية يمثل «استعادة المفقود كما أسماها الدكتور محمد ربيع الغامدي في إحدى أوراقه في الجلسة النقدية». وفي المداخلات تحدث الدكتور على خبيتي عن تحليل الخطاب عند الخشرمي. كما تطرقت الدكتورة بديعة كشغري وسعد الهزازي إلى جوانب في شعر الخشرمي. واختتمت الأمسية التي عدها الحضور علامة فارقة في أمسيات منتدى عبقر الشعري، بومضتين للخشرمي.