شكّل التكنوقراط قوام حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض التي أدت أمس اليمين الدستورية أمام الرئيس محمود عباس في رام الله. وبدا لافتاً أن نصف التشكيلة الجديدة جاء من حركة «فتح» التي توارت في حكومة فياض السابقة، إضافة إلى دخول بعض المنتمين إلى فصائل اليسار ومستقلين. وضمت الحكومة الجديدة 24 وزيراً، بينهم عدد من أبرز التكنوقراط في «فتح» مثل الدكتور سعيد أبو علي وزيراً للداخلية، والدكتور محمد اشتية وزيراً للأشغال العامة والاسكان، والدكتور خالد القواسمي وزيراً للحكم المحلي، إضافة إلى شخصيات «فتحاوية» من قطاع غزة مثل الدكتور يوسف أبو صفية والدكتور جبر الداعور. ومن الفصائل الأخرى ضمت كل من ماجدة المصري من «الجبهة الديمقراطية» وزيرة للشؤون الاجتماعية، وسهام البرغوثي من حزب «فدا» وزيرة للثقافة، من بين خمس نساء تضمنتهن التشكيلة، والدكتور أحمد مجدلاني من «جبهة النضال الشعبي» وزيراً للعمل. وضمت أيضاً شخصية مستقلة هي رئيس اتحاد الصناعيين الفلسطينيين باسم خوري الذي تولى حقيبة الاقتصاد. وكان فياض شكّل حكومته الاولى، وهي حكومة طوارئ، في حزيران (يونيو) 2007 عقب سيطرة حركة «حماس» على غزة بالقوة، واقتصرت حينئذ على شخصيات مستقلة. وقدم استقالة حكومته قبل بضعة شهور بعد انطلاق الحوار في القاهرة. وأعلن آنذاك أنها «جاءت لخدمة المتحاورين وتسهيل توصلهم إلى اتفاق لتشكيل حكومة وفاق». لكن بعد فشل الحوار في تحقيق أي اختراق، قرر عباس تكليف فياض تشكيل حكومة موسعة مرت بمخاض عسير استغرق أكثر من شهر جراء خلافات نشبت في أكثر من اتجاه، مع امتناع بعض الفصائل عن المشاركة فيها، وأبرزها «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين». وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن فياض سعى إلى تعزيز حكومته بعدد من الشخصيات الفصائلية التكنوقراطية، خصوصاً من «فتح»، لكنه واجه صعوبات منها معارضة الرئيس لبعض المرشحين، ومعارضة بعض مراكز القوى في الحركة لآخرين. وأشارت إلى خلاف بين عباس وفياض استمر أكثر من أسبوع على عدد من الحقائب الوزارية، خصوصاً حقيبة الخارجية التي أرادها الأخير لشخصية «فتحاوية»، لكن الرئيس أصر على إبقائها في يد الوزير الحالي المستقل الدكتور رياض المالكي. وبين الشخصيات اللافتة في الحكومة الجديدة وزير داخليتها الدكتور سعيد أبو علي الأكاديمي الذي يحمل شهادتي دكتوراه، واحدة من فرنسا في القانون الدولي العام 1992، وواحدة من تونس في العلوم السياسية في العام 1995. وكان يشغل منصب محافظ رام الله والبيرة، وهو معروف باهتماماته الثقافية، إذ أن له نصوصاً نثرية منشورة. وهو قدّم الشاعر محمود درويش في أمسيته الشعرية الأخيرة في رام الله قبل وفاته.