منعت قوات الأمن الكويتية ناشطين اسلاميين سنة من عقد ندوة في مدينة «الجهراء»، غرب الكويت ليل الجمعة تحت عنوان «الا عرض رسول الله»، في استمرار لردود الافعال الغاضبة على اقدام الناشط الشيعي المتطرف ياسر حبيب على الاحتفال في العاصمة البريطانية الشهر الماضي بموت عائشة زوجة الرسول. واستدعت قوى الامن منظم الندوة الناشط خالد الشليمي الى مخفر الجهراء طالبة منه التوقيع على تعهد بعدم اقامة هذه الندوة لكنه وافق فقط على تأجيلها، فيما دعا نواب «كتلة الاصلاح و التنمية» في مجلس الامة الى ندوة مماثلة الثلثاء المقبل رافضين أي منع للندوات ما لم تنفذ الحكومة وعداً قالوا انها قطعته لهم بسحب الجنسية الكويتية من ياسر حبيب. في الوقت نفسه استدعت قوى الامن الامين العام ل»الحركة السلفية» الدكتور ماجد المطيري وطلبت منه التعهد بعدم اقامة ندوة مماثلة ليل الاثنين غير انه رفض اعطاء التعهد قائلاً ان الندوة «ستقام في موعدها». وقالت وزارة الداخلية في بيان انها منعت ندوة الجهراء «تنفيذاً لتوجيهات مجلس الوزراء وحرصاً على التصدي لمحاولات التصعيد من أي كان وبأي وسيلة كانت من شأنها تعريض الامن الوطني للخطر من خلال المساس بالوحدة الوطنية لاثارة النعرات الطائفية والفئوية، وصوناً للثوابت الوطنية وحفاظاً على وحدة المجتمع وتماسكه». وتعهدت الوزارة باتخاذ الاجراءات القانونية والامنية اللازمة كافة لمواجهة ذلك و»ستمنع الندوات والتجمعات المخالفة للقانون التي من شأنها المساس بالوحدة الوطنية». وقالت «الحركة الدستورية الاسلامية»، التي تمثل تيار الاخوان المسلمين في بيان، أن «التعامل الأمني وحشد الآليات العسكرية أمر غير مقبول من حكومة عجزت عن التصدي للأسباب الحقيقية وراء هذه الأجواء المتوترة حالياً»، مشددة على «حرص كل أبناء الكويت على الوحدة الوطنية». وقال النائب في «الحركة» جمعان الحربش أن الحكومة «غير مؤهلة للحفاظ على الوحدة الوطنية فبينما «تمنع ندوة الا انها سمحت بضرب الوحدة الوطنية لمدة سنتين في الاعلام الفاسد». وقال النائب فيصل المسلم إن «تباطؤ الحكومة بإتخاذ موقف صارم يتناسب مع احتفال المجرم الهارب ياسر حبيب بوفاة أم المؤمنين أمر تتحمل مسؤوليته حكومة المحاصصات والتحالفات الخاصة على حساب الوطن وأمنه». ونشرت قناة تلفزيونية كويتية ليل الاربعاء مقابلة قديمة مع حبيب (31 سنة) تحدث فيها عن هربه من الكويت بعد ادانته من قبل القضاء عام 2003 والحكم عليه بالسجن لعشر سنوات. وأقر حبيب انه استخرج جواز سفر عراقياً انتقل به من العراق الى ايران ثم الى لندن حيث شكّل «هيئة خدام المهدي» التي تتبنى مواقف متطرفة ادانتها بعض المصادر الشيعية. ويمثل اكتساب كويتي لجواز سفر اجنبي مخالفة كبيرة لقانون الجنسية الكويتية ما يعطي الحكومة منفذاً قانونياً لسحب جنسيته. وتتحرج السلطات من سحب الجنسية لأسباب دينية خصوصاً ان للحكومة الكويتية الحالية علاقات جيدة بالنخبة الشيعية.