واشنطن، لندن - أ ف ب، بي بي سي - بدأت مجموعة «بريتش بتروليوم» (بي بي) أول من أمس، ضخ إسمنت ومواد أخرى في البئر المسؤولة عن التسرب النفطي في خليج المكسيك، وهي المرحلة الاخيرة من العملية الرامية الى إقفال البئر نهائياً والتي من المفترض انتهاؤها خلال اليومين المقبلين، بعد مرور نحو خمسة شهور على الكارثة. وأكدت ناطقة باسم الشركة لوكالة «فرانس برس»، ان العملية ستستمر بضع ساعات. وتوصلت «بي بي» الى هذه النتيجة بعد شهور من العمل في حفر بئر بديلة كانت بدأت بعد كارثة نيسان (ابريل) وتسببت بتسرب نفطي في الخليج، بإنجاز تقاطع بين البئر الجديدة وفوهة البئر الأصلية. وأنشئت الأولى التي تسمح بضخ إسمنت في أعماق الثانية، خلال الحفر عبر 4 كيلومترات من الرمال والصخور في بئر النفط التي تضررت من انفجار في منصة «ديبووتر هورايزون» التي تتولى «بي بي» تشغيلها. وستنهي هذه العملية، المعركة التي خاضتها الشركة على مدى خمسة شهور. ولم يتسرب أي نفط جديد الى مياه الخليج منذ أن تمكن مهندسو الشركة من وضع غطاء موقت على البئر في منتصف تموز (يوليو) الماضي. وتوقعت المجموعة النفطية البريطانية في بيان نشرته في وقت سابق «ان تكون البئر ام سي 252 (مصدر التسرب النفطي) قد سُدّت بالكامل السبت (أمس)». وتسمح عمليات ضخ المواد والإسمنت بإقفال البئر على عمق اكبر من مستوى الحفر (4 آلاف متر في اعماق البحر)، في اطار عملية سميت «بوتوم كيل» (السيطرة من تحت) يذكر ان التسرب النفطي توقف في 15 تموز بفضل استخدام غطاء ضخم، بعد تسرب نحو 4,9 برميل نفطي في خليج المكسيك. ويفترض ان ينهي إقفال البئر فصلاً اسود من كارثة تعتبر الأسوأ من نوعها في تاريخ الولاياتالمتحدة، ادت الى تلوث سواحل عدد من الولايات وتضرر الكثير من الاميركيين، على رأسهم صيادون وتجار. وأعلنت الحكومة الأميركية في بداية آب (أغسطس) الماضي، أن نحو ثلاثة أرباع النفط المتسرب في خليج المكسيك جرى تنظيفه أو تحلل عضوياً بفعل العوامل الطبيعية. ويعتقد أن الربع المتبقي يتحلل بسرعة، لكن من الصعب تقويم الأضرار البيئية التي ترتبت عن التسرب. كما انها تريد من شركات النفط أن تفكك المنصات غير المستعملة لمنع أي ضرر محتمل. ويذكر أن هناك بعض التجهيزات لم تستخدم منذ عقود ولا تجرى صيانتها. وأعربت «بريتش بتروليوم» في الفترة الأخيرة عن عزمها الدفاع عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة، مؤكدة في نهاية تحقيق داخلي تقاسم مسؤولية الأخطاء، وموجهة الاتهام الى الشركات الاخرى التي تعمل على المنصة، اي «ترانس اوشن» و «هاليبورتون». كما اعلنت مطلع الشهر الجاري انها أنفقت حتى الآن ثمانية بلايين دولار منذ وقوع الكارثة، ووافقت على انشاء صندوق ب20 بليون دولار للتعويض على الضحايا. وتفيد وثائق قضائية كشفت هذا الأسبوع، بأن الادارة الاميركية لا تستبعد ملاحقة «بريتش بتروليوم» بموجب القانون الأميركي حول نظافة المياه الذي يتيح لها المطالبة ب 1100 دولار للبرميل، اي اكثر من خمسة بلايين دولار. ونجمت عن القضية ايضاً عواقب على مجمل القطاع، اذ ان خليج المكسيك هو ركيزة استخراج النفط الاميركي وينتج ربع النفط والغاز المستهلكين في البلاد. وكشفت ادارة اوباما الاربعاء عن قانون جديد يرغم شركات النفط في المنطقة على سد الآبار الناضبة بطريقة نهائية وإزالة المنصات المهجورة. ويذكر ان 40 الف بئر حفرت في خليج المكسيك منذ العام 1947.