قال عضو المكتب السياسي في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» القيادي جميل مجدلاوي ل «الحياة» ان الجبهة تدرس تعليق مشاركتها في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تعبيراً عن «الاحتجاج والرفض للسياسة التي تختصر كل شيء في المفاوضات مع إسرائيل، ولا شيء سوى المفاوضات»، مشدداً على تمسك الجبهة بمنظمة التحرير الفلسطينية كإنجاز وطني فلسطيني «فهي الكيان السياسي الوحيد الذي يجسد وحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده داخل الوطن وفي الخارج والشتات». ولفت مجدلاوي إلى أن المواقف الخاطئة التي تتخذها القيادة الحالية للمنظمة ضارة بالقضية، «لكن هذا لا يعني على الإطلاق أن نبحث عن بدائل عنها (...) فنحن نختلف مع القيادة ولا نختلف على المنظمة التي لا يوجد بديل لها». ورفض اعتبار أن معارضة الجبهة «معارضة سلبية»، وقال: «هذه ليست معارضة سلبية، حاولنا أن نحول دون أن نصل إلى هذا المنحدر، وقمنا بحراك وفعاليات»، مشيراً إلى سلسلة من الفعاليات الجماهيرية التي قامت بها الجبهة بمفردها، وكذلك بمشاركة قوى فلسطينية وطنية في غزة والضفة والشتات. وأضاف: «إعلاننا تعليق مشاركتنا في اجتماعات اللجنة التنفيذية يؤكد اعتراضنا على سياسات القيادة الحالية». ورأى أنه لا توجد قوى مهمة توافق القيادة على خيار المفاوضات»، مشيراً إلى أن حشداً مهماً في حركة «فتح» يعارضه. وحمّل مجدلاوي الانقسام مسؤولية كبيرة في تراجع الوضع الفلسطيني وانحداره، وقال: «الانقسام ضرر وخطأ بحد ذاته، أضر بالمقاومة وبالمفاوض وبالمجتمع الفلسطيني ككل»، مشدداً على ضرورة عدم استخدام الانقسام كحجة نعلق عليها الأخطاء السياسية التي ارتكبت بدءاً من اتفاق أوسلو. ولفت إلى أنه لم يكن هناك انقسام في ذلك الوقت، ف «الانقسام لا يبرر على الإطلاق السياسات الخاطئة». وقال إن «الخيار السياسي الوحيد لعباس هو المفاوضات، فهو يقول: لا طريق سوى المفاوضات، وهذا يعبر عن نهج معين». ورأى أن القيادة «في إطار هذا الخيار السياسي تساهم في استدراج الموقف السياسي العربي إلى مزيد من الانحدار، وتسهل حدوث الانهيار الأكبر من خلال الدفع بخيار التفاوض تحت الرعاية الأميركية». واتهم مجدلاوي بعض السياسيين المتنفذين من الفلسطينيين والعرب بأنهم أصبحوا سماسرة للموقف الأميركي تحركهم مصالحهم الخاصة. وانتقد «المفاوضات التي أجريت وسط مظاهر مرفوضة ومشينة ومدانة»، في إشارة إلى الاحتضان المتبادل بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، واصفاً ذلك بأنه «تجليات للهوان الذي لحق بهذا النهج وأصحابه». ورأى أن إسرائيل كلها مستوطنة، وأن قبول القوى الفلسطينية بفكرة «الحل المرحلي المنهجي لا يعني التسليم بالوضع الراهن الذي هو غير قانوني وغير شرعي، لكن ذلك يعني التمسك بإقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت في الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 وعاصمتها القدس، والتمسك بحق عودة اللاجئين ليظل باب التاريخ مفتوحاً أمام استعادة كامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بعد إزاحة العدوان الصهيوني الغائر عن أراضينا».