أظهر استطلاع أصدرته مؤسسة «أصداء بيرسون مارستيلر» العالمية أمس عن رأي الشباب العربي في الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة، أن ثلث الشباب في دول الخليج يميلون إلى مقاطعة العلامات التجارية لأسباب سياسية. وأشار الاستطلاع إلى أن أكثر من ثلث الشباب في دول الخليج، ونحو 60 في المئة من الشباب السعودي، كبرى أسواق المنطقة، قد يفكرون في مقاطعة علامة تجارية ما لأسباب سياسية. وكشف الاستطلاع أن 38 في المئة من الشباب الخليجي أبدوا استعدادهم لمقاطعة علامة تجارية ما لأسباب سياسية، في مقابل 29 في المئة من الشباب في المنطقة العربية عموماً. وفي دول الخليج، استبعد 13 في المئة من الشباب المقاطعة السياسية لعلامة تجارية ما، وقال 40 في المئة منهم إنهم «ربما» يقومون بذلك، فيما أعربت النسبة المتبقية عن حيرتها إزاء اتخاذ موقف محدد. أما في دول المشرق العربي، فبلغت نسبة الشباب الذين قالوا إنهم قد يقاطعون علامة تجارية ما لأسباب سياسية 21 في المئة فقط، مع نسبة قريبة في شمال أفريقيا بلغت 27 في المئة. وأبدى 57 في المئة من الشباب العربي المستطلعة آراؤهم في السعودية استعدادهم لمقاطعة العلامات التجارية لأسباب سياسية، في مقابل رفض 8 في المئة فقط لهذا الموقف. وكشف الاستطلاع أيضاً أن 52 في المئة من الشباب العربي يعتبر أن بلد المنشأ مهم بالنسبة إليهم، فيما قال 44 في المئة العكس تماماً. ويتجلى ذلك بوضوح أكبر في دول الخليج، حيث أبدى 58 في المئة من الشباب اهتمامهم بمنشأ العلامة التجارية، على عكس شباب دول المشرق العربي الذين أبدى 55 في المئة منهم عدم اكتراثهم. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «أصداء بيرسون مارستيلر» سونيل جون: «تظهر نتائج الاستطلاع أن الشباب العربي يأخذ في الاعتبار منشأ العلامة التجارية، ليس فقط من منظور جودة المنتج بل أيضاً لجهة السياسة التي يتبعها بلد المنشأ». ويعتبر العالم العربي، الذي يبلغ تعداد شبابه 200 مليون، من الأسواق التي تحظى بأهمية متزايدة من قبل الشركات متعددة الجنسية في الوقت الحاضر. وأضاف: «ولكن في عالم اليوم، الذي يتجه نحو العولمة بصورة متسارعة، تمتلك هذه الشريحة السكانية القدرة على حرمان هذه الشركات من حصة كبيرة من هذه السوق بسبب تطورات سياسية خارجة عن إرادتها أصلاً». وتعدّ العلامات التجارية الأميركية الأكثر شعبية لدى العرب عموماً، حيث وضع 17 في المئة من المشاركين في الاستطلاع الولاياتالمتحدة على رأس قائمة الدول التي يفضلون علاماتها التجارية، تلتها ألمانيا، وفرنسا، واليابان، وإيطاليا، والصين، وكوريا الجنوبية. ويظهر هذا التوجه جلياً في دول الخليج العربي وشمال أفريقيا، حيث 21 و23 في المئة على التوالي يفضلون العلامات التجارية الأميركية. وينظر المشاركون في الاستطلاع من دول المشرق العربي إلى العلامات الأميركية في شكل سلبي للغاية، حيث جاءت الولاياتالمتحدة في المرتبة السادسة على القائمة بنسبة تفضيل بلغت 6 في المئة فقط، تسبقها ألمانيا، وفرنسا، واليابان، والصين، وإيطاليا. وأجري الاستطلاع عبر شركة الاستطلاعات العالمية «بين شوين آند بيرلاند» التي أجرت 3500 مقابلة شخصية بين 11 كانون الثاني (يناير) و22 شباط (فبراير) الماضيين مع شبان وشابات عرب ينتمون للفئة العمرية بين 18 و24 سنة. وتم انتقاء المشاركين حصراً من مواطني دول الخليج الست، إضافة إلى العراق ومصر والأردن ولبنان، وليبيا وفلسطين وتونس والمغرب والجزائر واليمن.