المشي بين الضباب ومعانقة السحاب لم يعد مجرد حلم أو خيّال، لأنه تجسد واقعاً وحقيقة في «ممشى الضباب» المعلق على مرتفعات عسير في مدينة أبها (جنوب السعودية). وتعتبر أبها المقر الإداري لمنطقة عسير، وأهم المدن السياحية في السعودية، وتتميز في موقعها الجغرافي المُطل على مرتفعات جبال عسير، ومناخها المعتدل طوال العام، مع انخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار وتساقط الثلوج أحياناً. ودشنت أمانة عسير في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي، المرحلة الأولى من أحد أهم المشاريع السياحية في أبها، بكلفة 20 مليون ريال؛ «ممشى الضباب» المعلق والمطل على وديان وسهول تهامة من ارتفاع شاهق يقدر بسبعة آلاف كيلومتر، وبطول يصل إلى سبعة كيلومترات، وعرض 14 متراً. وتبلغ المساحة الإجمالية للمشروع 20 ألف متر مربع، وزعت بين مساحات خضراء، وجلسات عائلية، ومناطق ترفيه للأطفال، وحدائق وبوفيهات، إضافة إلى شلالات مائية، ومواقف سيارات تتسع إلى 170 سيارة، ومصلى ودورات مياه. ويفد السياح السعوديين والمقيمين إلى الممشى لممارسة رياضة المشي، أو الاستجمام في المناظر والأجواء المناخية المعتدلة. ويفضل زوّار الممشى تسميته «كورنيش السحاب»، لإطلالة السحاب التي يوفرها المشروع السياحي. وتعد قصة «ممشى الضباب» ضمن سلسلة من الأفكار التي تعمل على تطوير السياحة في المنطقة، تحقيقاً لمبادرة «عسير وجهة سياحية رئيسة على مدار العام» التي دشنها أمير منطقة عسير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، وأطلقها رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، بهدف إحداث «نقلة نوعية» للسياحة في المنطقة. وعملت المنطقة على تطوير بنيتها التحتية، وتحديث شبكة الطرق المرتبطة مع جميع مناطق المملكة، واستطاعت البدء في تنفيذ ثلاث خطط تنموية للوصول إلى الهدف المنشود في العام 2020، ما يجعل من عسير «أفضل وجهة سياحية» في المملكة. وتوّجت مدينة أبها ب«عاصمة السياحة العربية 2017» وفقاً للمنظمة العربية للسياحة المنبثقة عن جامعة الدول العربية.