مع بدء العد العسكي لانتخابات الرئاسة الأميركية عادت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون لتجد نفسها في مرمى الجمهوريين مجدداً، بعدما أعلن مكتب التحقيقات الفيديرالي «أف بي آي» العثور على رسائل الكترونية جديدة يجب التحقيق في شأنها، فيما أعربت كلينتون عن ثقتها بأن الأمر لن يُغير شيئاً في مجرى التحقيق. هذه البلبلة الجديدة قد يستغلها المنافس الجمهوري دونالد ترامب ليقلص الفارق أكثر بينهما، خصوصاً وأنه بدأ يضيق فعلاً في ولايات حاسمة، مثل فلوريدا ونيفادا. وعقدت كلينتون أمس مؤتمرا صحافيا مقتضبا في ولاية ايوا دعت فيه «اف بي آي» إلى كشف ما لديه، وقالت: «نحن لا نعرف الوقائع، لذا ندعو (أف بي آي) إلى نشر اي معلومات في حوزته». وأضافت «11 يوما تفصلنا عن التصويت، ويحق للاميركيين الاطلاع على كل الوقائع فورا، على رغم أنني واثقة بأنها مهما كانت، لن تبدل نتيجة تموز (يوليو)»، في إشارة إلى نتيجة التحقيق الأولى التي قضت بغلق الملف. وكان عُثر على الاف الرسائل في جهاز حاسوب يعود لمساعدة كيلنتون والعضو في فريقها في وزارة الخارجية هوما عابدين، وزوجها انتوني وينر التي افترقت عنه منذ آب (أغسطس) الماضي، في سياق تحقيق في شأنه حول قضية رسائل ذات «مضمون جنسي» وجهها إلى قاصر. وسارع ترامب الى استغلال هذه القضية لتحسين حظوظه الانتخابية، وسبق أن أبدى مخاوف حيال الصلة التي تربط شخصا مثل انتوني وينر بوزيرة الخارجية السابقة من خلال زوجته التي تعتبر من أقرب معاوني كلينتون منذ نهاية التسعينات. وقال ترامب مفتتحا تجمعا انتخابيا في مانشستر في ولاية نيوهامشير: «فساد كلينتون بلغ مدى غير مسبوق» فيما ردد أنصاره «اسجنوها»، وهو الأمر الذي تعهده خلال المناظرة الانتخابية الثانية. وتابع ترامب: «أكن احتراما كبيرا لكون (اف بي آي) ووزارة العدل باتا على استعداد للتحلي بالشجاعة وتصحيح الخطأ الفظيع الذي ارتكباه» بغلق الملف. وهيمن هذا التطور الجديد على التغطية الاعلامية الأميركية، وطغا على كل ما تبقى بما في ذلك حملة هيلاري كلينتون في ايوا، والتجمع الذي نظمه الرئيس باراك اوباما في فلوريدا دعما لها. وقال أوباما في اورلاندو: «أعرف أن وقائع هذه الحملة غالبا ما تكون محبطة، وبسبب طبيعة الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، من الصعب أحيانا التمييز بين الصح والخطأ، لكن الخيار المتاح في هذه الانتخابات واضح حقا». واتهم أنصار المرشحة الديموقراطية مدير «أف بي آي» بحماية موقعه في حال انتقال البيت الابيض الى الجمهوريين، وكتب مستشار اوباما سابقا ديفيد اكسلرود على «تويتر»: «من غير المسؤول حقا عدم توضيح المسالة». وكانت كلينتون اعتذرت العام الماضي عن هذه القضية، على رغم إقرارها بعدم ارتكاب أي شيء مخالف للقانون. واستخدمت كلينتون طوال السنوات الاربع التي قضتها في وزارة الخارجية بين 2009 و2013 خادما خاصا لمراسلاتها الالكترونية بدل استخدام حساب حكومي، ما ادى الى انتقادها لتعريض معلومات سرية ربما لعمليات قرصنة، ما اعتبره الجمهوريون اثباتا لانتقاداتهم المتواصلة للسيدة الاولى السابقة. وفي سياق متصل قال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أمس إنه «غير مهتم بالعمل» تحت رئاسة كلينتون إذا انتُخبت رئيسة. وقال في مقابلة مع محطة «كيه بي جيه إر» التابعة لمحطة «إن.بي.سي» التلفزيونية في دولوث في ولاية مينيسوتا: «سأبذل كل ما في وسعي إذا انتُخبت هيلاري لمساعدتها ولكني لا أريد البقاء في الإدارة». وكانت مجلة «بوليتيكو» قالت أول من أمس إن حملة كلينتون تفكر في تعيين بايدن وزيرا للخارجية.