اغتال مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم «القاعدة»، أمس مسؤولا يمنياً رفيعاً في محافظة البيضاء، ونجا قائد عسكري من عملية مماثلة في حضرموت، في وقت تلوح نذر خلافات سياسية حادة بين الرئيس عبدربه منصور هادي والقوى القريبة من جماعة (الإخوان) وحلفائهم القبليين، إثر رفضه الزج بالجيش طرفاً في الصراع الدائر مع الحوثيين في مدينة عمران شمال العاصمة. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن مسلحين يرجح أنهم من «القاعدة» أقدموا أمس على اغتيال وكيل محافظة البيضاء حسين قحطان ديان أثناء خروجه من منزله في مدينة البيضاء قبل أن يلوذوا بالفرار على متن سيارة من نوع «هايلوكس». وأضافت «أن المسلحين نصبوا مكمناً لوكيل المحافظة عند التاسعة صباحاً (بالتوقيت المحلي) فيما كان في طريقه إلى مقر عمله، وأمطروا سيارته بوابل من الرصاص ما أدى إلى مقتله على الفور في حين أعلنت السلطات أنها تولت ملاحقة المسلحين الذين فروا باتجاه منطقة دغيلة شرق المحافظة». وينشط «القاعدة» في محافظة البيضاء اليمنية إلى جانب محافظات أخرى في جنوب وشرق البلاد، ويعتقد بمسؤوليته عن اغتيال العشرات من ضباط الجيش والاستخبارات والمسؤولين خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ومنذ مطلع السنة الحالية لقي حوالى 23 ضابطاً ومسؤولاً حتفهم في عمليات مماثلة في ظل انفلات الأمن وتصاعد نشاط التنظيم. وأعلن موقع وزارة الدفاع على الإنترنت نجاة رئيس العمليات في اللواء 37 مدرع العقيد الركن خالد الآنسي من محاولة اغتيال مماثلة في وادي حضرموت، وقالت «إن الآنسي تصدى مع مرافقيه للمهاجمين الإرهابيين الذين أمطروا سيارته بإطلاق كثيف للرصاص ما أجبرهم على الفرار» مؤكدة إصابة أحد الجنود. وجاءت هذه التطورات فيما تشهد البلاد خلافات سياسية بين الفرقاء في حكومة الوفاق الوطني بعدما رفض الرئيس عبدربه منصور هادي الزج بالجيش في مواجهة مفتوحة مع المسلحين الحوثيين الذين يحتشدون حول مدينة عمران شمال العاصمة. وفي ظل الضغوط المتزايدة من حزب الإصلاح (الإخوان) على الرئيس هادي، شنت وسائل إعلام حكومية في اليومين الأخيرين هجوماً لاذعاً على منتقديه ممن وصفتهم ب «دعاة الحرب والمتعطشين للدماء»، مؤكدة أن «الجيش يلتزم الحياد» في الصراع الدائر مع الحوثيين، كما أثنت على سياسة هادي الساعية إلى حل المشاكل عن طريق الحوار ورفض اللجوء إلى القوة.