سلّم إرهابيان نفسيهما أمس، إلى السلطات العسكرية الجزائرية في ولاية إليزي جنوب شرقي البلاد القريبة من الحدود مع ليبيا (1800 كيلومتر عن العاصمة). ونبّهت وزارة الدفاع الجزائرية إلى أن الإرهابيين قدما من الأراضي الليبية، في إشارة إلى احتمال ارتباطهما بكتيبة «المرابطون» التي يقودها المتشدد الجزائري مختار بلمختار المطلوب محلياً ودولياً. وذكرت وزارة الدفاع في بيان إنه «في إطار مكافحة الإرهاب وبفضل الجهود واليقظة الدائمة لقوات الجيش سلم الإرهابيان المدعوان ف. طاهر وب. زين العابدين نفسيهما للسلطات العسكرية في القطاع العملياتي لإليزي، بعد قدومهما من الحدود الجنوب- شرقية (ليبيا) وبحوزتهما رشاشان من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة». وتشكلت جماعة «المرابطون» في العام 2013 إثر اندماج تنظيم «الموقعون بالدم» بزعامة بلمختار (نفذ عملية احتجاز الرهائن في حقل عين أميناس الجزائري للغاز)، وبين «حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا». وانشق «المرابطون» عن تنظيم «القاعدة» وقادته موريتانيون وجزائريون ومن نيجيريا والسودان، وشنّ أبرز عملياته نفذها في تندوف الجزائرية (مخيمات البوليساريو) وتمكن من السيطرة على أغلب مدن شمال مالي قبل تدخل القوات الفرنسية. وتعتقد الجزائر أن بلمختار متواجد في صحراء ليبيا، بيد أن أجهزة الأمن لا تؤكد هذه المعطيات، فهو زعيم رحالة متنقل بين القبائل العربية في صحاري ليبيا والنيجر ومالي، على رغم أنه مؤسس «إمارة الصحراء» التي كانت مجرد منطقة عسكرية تابعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال (تحولت إلى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، فضلاً عن كونه أول من اعتمد استراتيجية توسيع نشاطات الجماعة في دول الساحل والصحراء، وجنّد مئات الإرهابيين المتحدرين من تلك الدول، ودربهم وأرسل بعضهم للقتال في جبال الجزائر إلى جانب قادة الجماعة، كما عمل على تأسيس قاعدة خلفية للتنظيم في تلك الصحراء مهمتها توفير السلاح والرجال والمؤونة، إلا أن خلافات قديمة نشبت بينه وبين عناصر في مجلس شورى الجماعة، وأدت إلى إزاحته من رئاسة إمارة الصحراء، حيث قام أمير التنظيم «أبو مصعب عبد الودود» بتنزيل رتبته إلى قائد لكتيبة الملثمين، قبل توسّع الخصومة بينها. وبايعت جماعة «المرابطون» تنظيم «داعش»، الأمر الذي وصفه مراقبون أمنيون بالمنطقي، نظراً إلى خلاف بلمختار مع تنظيم «القاعدة» وخصومته المعروفة مع زعيم فرعها المغاربي عبد المالك درودكال المكنى «أبو مصعب عبد الودود». وذكر بيان منفصل للجيش، أن مفرزة من عناصره اعتقلت إرهابيَين وضبطت رشاشاً من نوع كلاشنيكوف وبندقية نصف آلية من نوع «سيمونوف» وكمية من الذخيرة ومنظار ميدان وآلة كاميرا و3 هواتف نقالة في ولاية بومرداس (500 كيلومتر شرقي العاصمة). من جهة أخرى، اعتقلت مفرزة للجيش عنصر دعم للجماعات الإرهابية في الولاية ذاتها، كما دمرت مفرزة أخرى لغمين تقليديين في ولاية المدية جنوبي العاصمة.