كشفت وزارة الدفاع الجزائرية أمس، كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة والذخيرة التي كانت بحوزة عشرة مسلحين قُتلوا في اشتباك مع القوات الخاصة الاثنين الماضي. وتمّ استرجاع خلال عمليتين متزامنتين الأولى على الحدود مع مالي والثانية على حدود ليبيا. وأفاد مصدر مأذون ل «الحياة» بأن «تحقيقاً فُتح في شأن تزامن العمليتين، في وقت أشارت تحليلات أولية إلى أن المجموعة التي تسللت من ليبيا كانت في طريقها إلى النيجر». وحصلت «الحياة» على صور للأسلحة المسترجعة خلال العملية التي جرت في غرب تينزاواتين (2600 كلم جنوب العاصمة)، وضمت أنواع مختلفة من الأسلحة الفردية والقنابل الهجومية والدفاعية وبعض الأسلحة التقليدية. وأُفيد أن بعض الأسلحة تحمل تشفيراً خاصاً بالجيش الليبي، فيما صُنعت أخرى تقليدياً لا سيما بعض القذائف المضادة للطوافات. وذكرت مصادر ل «الحياة» أن المجموعة تنتمي لتنظيم «المرابطون» الذي شُكِّل قبل أشهر إثر تحالف بين «الموقعون بالدماء» (بزعامة مختار بلمختار) و «حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا». وكشفت الصور جانب من قطع السلاح وعددها 12 بندقية آلية من نوع كلاشنيكوف، وقاذف صاروخي روسي الصنع وبندقية صيد ومنظومة إطلاق قنابل ونحو 13 قنبلة يدوية وثلاثة صناديق ذخيرة رشاش وألغام مضادة للدبابات ونحو 20 مخزن ذخيرة خاص بسلاح كلاشنيكوف وعدد من الهواتف النقالة وأجهزة الملاحة والإعلام الآلي، إضافةً إلى 3 سيارات رباعية الدفع ودراجتين ناريتين. ولفت بيان وزارة الدفاع إلى أن عملية أخرى لا تزال متواصلة في منطقة «كول دناي» في القطاع العملياتي لجانت، لكن قوات الجيش ضبطت أيضاً كمية من الأسلحة والذخائر تتمثل في مدفع تقليدي الصنع لقذائف C5KO الخاصة بالطائرات العمودية، و87 قذيفة C5KO و75 صمامة تفجير خاصة بهذه القذائف كانت مخبأة تحت الرمال. وتقع المنطقة التي جرت فيها العملية قرب الحدود مع مالي، تقابلها قواعد معروفة لجماعات مسلحة بعضها في «اشبرش» وأخرى في «بوغصة» وأكبرها في «اغلهوك». ويُعتقد أن كشف وزارة الدفاع عن تفاصيل الأسلحة المصادرة، بمثابة تذكير صريح لدول الساحل أن الجيش الجزائري يشكل «صمام الدفاع الأول ضد الإرهاب في المنطقة» ويشكّل أيضاً انتقاداً غير مباشر لنتائج العمل العسكري الفرنسي في شمال مالي والذي لم يتمكن حتى الآن من القضاء على جيوب «القاعدة» التي يُرجَّح أن أغلبها فر إلى ليبيا عبر النيجر وأبرزهم القيادي الجزائري البارز مختار بلمختار المكنى «خالد أبو العباس». كما أحبطت قوات خاصة من القاعدة الجوية المتاخمة للحدود الجنوبية في ولاية إليزي، تسلل قافلة أسلحة وإرهابيين انطلاقاً من ليبيا في اتجاه النيجر مروراً عبر مسالك في المنطقة. ورُصدت المركبات واعتُقل 8 عناصر وسيارات محملة بالأسلحة والذخائر، فيما تمكن آخرون من الفرار. وذكرت مصادر أن الموقوفين والأسلحة نُقلوا جواً إلى ولاية ورفلة لاستكمال التحقيق. وكان الجيش الجزائري شدد عمليات المراقبة على الشريط الحدودي المتاخم لكل من ليبيا والنيجرومالي عبر زيادة العديد وتكثيف أبراج المراقبة لحماية الحدود تسلل الإرهابيين انطلاقاً من ليبيا أو النيجر.