استغربت أوساط إسرائيلية مطلعة على سير الجولة الثانية من المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التي جرت في اليومين الأخيرين في شرم الشيخ والقدس المحتلة التفاؤل الذي أبداه الموفد الأميركي الخاص جورج ميتشل حين أعلن أن المفاوضات تتقدم بسرعة أكثر مما هو متوقع. وقالت إن الفجوات في مواقف الطرفين ما زالت على حالها وأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أبلغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) قراره عدم تمديد مفعول قرار تعليق البناء في مستوطنات الضفة الغربية بعد انتهائه في السادس والعشرين من الشهر الجاري وأن البناء سيُستأنف بداعي أن مواصلة التجميد يعرض استقرار حكومته اليمينية إلى الخطر مضيفاً أن البناء سيكون "في شكل منضبط" على غرار ما كان في عهد سلفه ايهود اولمرت الذي واصل البناء في التجمعات الاستيطانية الكبرى في موازاة التفاوض. من جهته رد عباس بأنه يرفض استئناف البناء. وأضافت أن المفاوضات تناولت كل قضايا الصراع وأنها جرت في أجواء طيبة للغاية ومن دون مشاحنات أو مواجهات. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤولين فلسطينيين أيضاً قولهم إن جولة المفاوضات انتهت من دون التوصل إلى تفاهمات مضيفين أن إصرار نتانياهو على استئناف البناء سيحول دون مواصلة المفاوضات المباشرة. من جهتها نقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر أميركية أن الخلاف حول مسألة الاستيطان كاد يفجر المفاوضات وان أبو مازن هدد بالمغادرة لكن تم إقناعه بالبقاء. وأضافت المصادر أن واشنطن تسعى لأن يخوض الطرفان في مسألة ترسيم الحدود ما سيتيح لكل من الجانبين معرفة المناطق التي في حدوده ليبني فيها. وتابعت الصحيفة أن الفجوات الكبيرة في المواقف قد تحول دون لقاء آخر بين نتانياهو وعباس خلال وجودهما في نيويورك الأسبوع المقبل أو دون عقد اجتماع ثلاثي يضم الرئيس الأميركي باراك اوباما في واشنطن. وكانت مصادر صحافية توقعت أن يتدخل الرئيس الأميركي بهدف دفع المفاوضات من خلال دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى واشنطن الأسبوع المقبل للبحث معه في احتمالات التغلب على مسألة تجميد البناء في المستوطنات من عدمه. مع ذلك اتفق نتانياهو وعباس على أن يلتقي رئيسا طاقمي المفاوضات الإسرائيلي اسحاق مولخو والفلسطيني صائب عريقات الأسبوع المقبل لبحث سبل ايجاد صيغة متفق عليها بشأن قضية البناء. إلى ذلك سارع مكتب رئيس الحكومة إلى إصدار بيان يرد فيه على الانتقادات من أوساط اليمين المتشدد على وضع العلم الفلسطيني إلى جانب الإسرائيلي في مكتب رئيس الحكومة خلال لقاء نتانياهو وعباس. وجاء في البيان: "نعم للعلم، لا للتنازلات. رئيس الحكومة يؤكد حرصه الاحتياجات لإسرائيل". وكان نتانياهو انتقد بشدة حين كان رئيساً للمعارضة سلفه ايهود اولمرت على وضع العلم في صالة الاجتماعات.