تساءل كثر عن سر دعم الملاكم السابق مايك تايسون للمرشّح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، على رغم «معاداة» الأخير للملوّنين والمهاجرين عموماً، حتى أنه أطلق تصريحات عدة تدعو إلى «تجربة شيء جديد وإدارة الولاياتالمتحدة بأسلوب الأعمال التجارية». غير أن المتبحّر في النقاط المشتركة المنبثقة من هذه العلاقة المعقّدة بين مرشّح «استعراضي» وملاكم لقّب ب «الوحش» إن كان على صعيد المباريات التي اتصفت بلكماته «الحديد» أو سلوكه وطباعه الاجتماعية، يدرك ربما سبب هذا الاستلطاف وذاك الانسجام. كما يشير متابعون إلى أن موقف تايسون بمثابة ردّ للجميل لمن وقف بجانبه ودافع عنه حين اتهم باغتصاب ديزيريه واشنطن (18 سنة) المشاركة في مسابقة لملكات الجمال عام 1991، وسجن بسببها. في المقابل، وجد ترامب رجل الاستثمارات والمشاريع في الملاكم تايسون فرصة ذهبية أمّنت له مداخيل خيالية من خلال تنظيمه مباريات في مجمّعه السياحي الترفيهي في أتلنتيك سيتي، منها النزال الشهير أمام مايكل سبينكس في حزيران (يونيو) بحضور 22 ألف متفرّج، حيث نال تايسون من خصمه في غضون 91 ثانية. وحصد ترامب من تلك الأمسية 12 مليون دولار مداخيل، فضلاً عن زيادة مراهنات الكازينو الذي يملكه 15 مليوناً. وإلى المصالح المالية التي تتخطّى مختلف الاعتبارات، فإن ترامب (70 سنة) وتايسون (50 سنة) مولودان في حزيران (يونيو) وفي مدينة نيويورك، كلاهما سريع الغضب. إذ يحكى عن ترامب أنه خلال دراسته في المدرسة الحربية عام 1963 كاد يرمي زميلاً له من الطابق الثاني. وقبل أيام من لقائه لو سافاريز، كاد تايسون يرمي مروّج مبارياته فرانك وارن من الطابق السابع خلال إقامتهما بفندق في غلاسكو. واللافت أن كلاً منهما تزوّج 3 مرات، وعرفا الإفلاس أيضاً، لكنّ محامي ترامب محنكون وجدوا له مخارج 4 مرات بين الأعوام 1991 و2009. في المقابل، جمع تايسون بفضل قبضته 400 مليون دولار خلال 17 عاماً، بددها في دعاوى الطلاق وقضايا المخدرات والجنس وشراء مجوهرات وسيارات فارهة وعقارات. وأعلن إفلاسه رسمياً عام 2003 وتطالبه دائرة الضرائب ب17 مليون دولار. كما جذب عالم الأضواء والسينما «الحليفين»، إذ شارك ترامب في فيلم «حب من دون إنذار» إلى جانب ساندرا بولوك وهيو غرانت (2002)، كما قدّم البرنامج التلفزيوني «المتدرّب» على قناة «إن بي سي». وأدّى تايسون أدواراً في عروض مسرحية بينها «ستاند أب كوميدي» تلخّص تجاربه، وشارك في «كروكودايل داندي 3» و «رحلة سيئة جداً»، وسيرة حياته موضوع فيلم سينمائي يصوّر لمارتان سكورسيزي وجيمي فوكس. وإذا كان الملاكم الشهير عوقب بالسجن 6 سنوات لاغتصابه الحسناء واشنطن، فإن «السياسي ترامب» متهم بالاعتداء على 11 امرأة إضافة إلى أخريات لم يظهرن إلى العلن، كما أوضح جيمس أوتيس، وريث أسرة أوتيس للمصاعد، في مقابلة عبر «سي أن أن». فبعد تحقيقات واسعة تعرّفت شرطة لوس أنجليس إلى الشخص المسؤول عن تخريب نجمة دونالد على ممشى المشاهير في هوليوود باستخدام مطرقة ثقيلة وفأس. وكشف أوتيس أنه قام بذلك «انتقاماً لهن». يذكر أن ايفانا، زوجة ترامب الأولى، اتهمته ب «الاغتصاب الزوجي» وهما تطلّقا عام 1992 بعد حصولها على مبلغ مالي ضخم... أما عن «شراكة الحليفين» في إطلاق الألفاظ البذيئة والموحية بحق النساء والنظرة إليهن، فحدّث ولا حرج.