يترقب الروسي سيرغي كارياكين، الاستاذ الكبير في الشطرنج، مباراته المقبلة ضد بطل العالم النروجي ماغنوس كارلسن في مواجهة يعطيها الكثيرون أبعاداً سياسية، في ظل التوتر بين روسيا والدول الغربية. وتقام أولى الجولات ال12 لهذه المباراة في 21 من تشرين الثاني (نوفمبر) في نيويورك، ويتواجه فيها كارياكين مع خصمه الذي يصغره بعام واحد، ليفوز أحدهما ببطولة العالم وبالجائزة البالغة قيمتها 600 الف يورو. وقال كارياكين (26 سنة): "ينبغي على ماغنوس أن يثبت أنه أقوى مني، وفي حال هجومه سأتفوق عليه بالهجمات المضادة. هذه هي خطتي". وينظر البعض إلى هذه المباراة نظرة أوسع من ذلك، إذ يضعونها في سياق ما يبدو أنه حرب باردة جديدة بين الروس والغربيين، في ما يذكر بالمنافسة المماثلة التي تواجه فيها الأميركي بوبي فيشر مع السوفياتي بوريس سباسكي في العام 1972. إلا أن الاستاذ الروسي الكبير الذي يؤيد موقف سلطات بلاده في ضم شبه جزيرة القرم، مسقط رأسه، يرفض أن تقارن المباراة اليوم بتلك التي أجريت في العام 1972، ويؤكد أنه لا يعطيها أي بعد غير رياضي، وهو عكس ما صرح به رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج كيرسان ايليومجينوف أمام الصحافيين قبل أيام عندما قال: "نريد أن نستعيد حمى مباريات الشطرنج كما كانت في ذلك الزمن، حين كان الاتحاد السوفياتي يتواجه مع الولاياتالمتحدة، واليوم لدينا الولاياتالمتحدة والغرب وعقوباتهم المفروضة على روسيا". وتشهد العلاقات اليوم بين موسكو والغربيين توتراً كبيراً، وخصوصاً بسبب الخلاف حول ما يجري في سورية وأوكرانيا، ويتوقع أن يهيمن هذا المشهد السياسي على مباراة الشطرنج المرتقبة. ولد سيرغي كارياكين في سيمفيروبول العاصمة الإدارية للقرم، وبدأ يلعب الشطرنج وهو في سن الخامسة بعدما شاهد إعلاناً على التلفزيون. ويقول: "سألت والدي يومها ما هو البيدق وما هي الملكة، وبدأنا نلعب الشطرنج في تلك الليلة"، ليترك أوكرانيا في العام 2009 بعدما أدرك أن فرصه في الشطرنج محدودة، ثم تلقى دعوة من الاتحاد الروسي للإقامة في موسكو، وهناك حصل على الجنسية الروسية وعلى دعم من الدولة. وأصبح كارياكين أحد أصغر أساتذة الشطرنج الكبار في العالم ويحتل المرتبة التاسعة في العالم، لكن ذلك لا يجعله يستسهل المواجهة مع اللاعب النروجي ماغنوس كارلسن الذي "ليس لديه أي نقطة ضعف". ويتدرب كارياكين ست ساعات يومياً على الأقل، غارقاً بين البرامج المتخصصة في الشطرنج، وبإشراف خمسة مدربين. وفاز في آذار (مارس) الماضي على حامل المرتبة الثالثة الأميركي فابيانو كاروانا، ليفتح هذا الفوز طريقه إلى المباراة المرتقبة على بطولة العالم. وينتمي سيرغي كارياكين وماغنوس كارلسن، إلى جيل جديد من لاعبي الشطرنج تلقوا جزءاً من تدريبهم بواسطة برمجيات متخصصة، ويتبعون خططاً في اللعب ليس من الضروري أن تكون كلها من تصميم أفكارهم.