طهران، هلسنكي - أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلن حسين علي زادة الرجل الثاني في السفارة الإيرانية في هلسنكي، انه سيطلب اللجوء السياسي في فنلندا، بعدما أصبح الديبلوماسي الإيراني الثاني في أوروبا الذي يستقيل من منصبه، وينضم الى المعارضة. وقال علي زادة انه لم يعد ديبلوماسياً، بل «منشقاً سياسياً»، مضيفاً: «لن أعود الى ايران، إذ أتخيّل أنني سأواجه هناك حكماً بالإعدام. سأبقى في الخارج بوصفي ناشطاً سياسياً». وزاد خلال مؤتمر صحافي: «أؤكد ان النظام (الإيراني) برمته فقد شرعيته. لا يمكنني قبول واحتمال هذه الانتخابات (الرئاسية) المزوّرة. الوضع يزيد سوءاً، اذ ان شعبي لا يزال يُقتل». وشدد على ان الرئيس محمود أحمدي «نجاد لم يعدْ الزعيم (الرئيس) الإيراني، ولا يمثّل ايران. لا تأخذوه على محمل الجدّ، انه لا يتمتع بأي شعبية بين الإيرانيين». وأعرب علي زادة (45 سنة) عن خشيته على سلامة عائلته، بعد تلقّيه تهديدات بواسطة البريد. وقال: «استخدامي هذه اللغة، يجعلني في وضع يتطلب مني حماية نفسي. سأطلب اللجوء السياسي من الحكومة الفنلندية». لكن مسؤولة في وزارة الداخلية الفنلندية اشارت الى ان على الساعين لنيل اللجوء السياسي في البلاد، الانتظار نحو سنة، للنظر في طلبهم. وعلي زادة هو ثاني ديبلوماسي ايراني في اوروبا يستقيل من منصبه، بعد قنصل ايران في اوسلو محمد رضا حيدري الذي غادر موقعه في كانون الثاني (يناير) الماضي. في غضون ذلك، استعر الخلاف الداخلي في ايران، حول قرار الإفراج بكفالة عن الأميركية سارة شورد المعتقلة في طهران منذ 31 تموز (يوليو) 2009، مع مواطنَيها شاين باور وجوش فتال، بتهمة دخولهم الأراضي الإيرانية في شكل غير مشروع من كردستان العراق. وجاء في تعليق نادر أوردته وكالة أنباء «فارس» المقربة من «الحرس الثوري»: «اذا كانوا جواسيس، كما اعلنت وزارة الاستخبارات، لماذا يجب الرأفة بهم وأن يفلتوا من العدالة الإسلامية؟». وأضاف التعليق ان السماح بإطلاق شورد، «لن يؤدي سوى الى إضعاف الثقة بالإجهزة الأمنية والاستخباراتية، وبالقضاء أيضاً». ورأت الوكالة ان الإفراج عنها «يأتي في وقت تزدهر في الولاياتالمتحدة أسوأ الإهانات للمقدسات الإسلامية»، في اشارة كما يبدو الى نية قس اميركي مغمور إحراق مصاحف في الذكرى التاسعة لهجمات 11 ايلول (سبتمبر)، قبل تراجعه عن ذلك بضغط اميركي وإسلامي. في الوقت ذاته، اعتبر النائب الإيراني المحافظ أحمد توكلي إطلاق شورد «مكافأة لحارقي القرآن». وقال لوكالة «فارس»: «الإفراج عن الأميركية، في خضمّ تعزيز العقوبات والتهديدات الأميركية ضد ايران (بسبب برنامجها النووي)، وإحراق القرآن، لم يكن مناسباً». الى ذلك، أوردت وسائل إعلام ايرانية ان السلطات أفرجت عن الصحافية والناشطة في مجال حقوق الإنسان شيوا نظر-آهاري، بعدما دفعت كفالة بقيمة 5 بلايين ريال (نحو 500 الف دولار)، اثر اعتقالها 9 أشهر. واتهم القضاء نظر-اهاري (26 سنة) بأنها «عدوة الله»، للاشتباه في علاقاتها مع «مجاهدين خلق» أبرز تنظيم معارض للنظام الإيراني في الخارج، كما اتُهمت ب «التآمر على الأمن القومي والدعاية ضد النظام والإخلال بالأمن العام». وأعلن قائد شرطة طهران الجنرال حسين ساجدينيا التعرف الى مئة شخص هاجموا منزل مهدي كروبي أحد ابرز قادة المعارضة، مطلع الشهر الجاري، مشيراً الى أن «اجراءات ضرورية» ستُتخذ في حقهم.