يفترض أن تشهد الأيام الستة الفاصلة عن موعد جلسة البرلمان لانتخاب زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون رئيساً للبنان الإثنين المقبل في 31 تشرين الاول (أكتوبر) الجاري، تبلور المزيد من المواقف لدى الكتل النيابية التي ستصوت له أو تَعتمد الورقة البيضاء أو تَقترع لمصلحة منافسه رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، في وقت يواصل «حزب الله» اتصالاته مع القوى السياسية الحليفة والتي كانت ما زالت معارضة انتخاب عون، من أجل ضمها إلى الكتل التي سيقترع نوابها لمصلحة «الجنرال»، كما وعد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطابه أول من أمس، ثم في اللقاء الذي جمعه مع عون ليل الأحد. (للمزيد) وفيما قال عون إنه شكر نصرالله على الوصول «إلى نهاية سعيدة وعلى مساعدتنا في حل المشكلة التي كانت مستعصية في انتخاب رئيس الجمهورية وأعطى كل التسهيلات لحل هذه القضية»، في تصريحه إثر اجتماعه مع نصرالله، علمت «الحياة» من مصادر قريبة من «التيار الوطني الحر» أن «حزب الله» سيحاول جهده «حيث نستطيع»، أي مع بعض حلفائه، لإقناعهم بتأييد عون من الكتل النيابية الصغيرة في قوى 8 آذار بعد أن استبعد إمكان تغيير موقف رئيس البرلمان نبيه بري، بقوله إن هناك اختلافاً معه في شأن خيار العماد عون «وسنذهب متفاهمين ومتفهمين» (مع بري) إلى جلسة الانتخاب. وقالت المصادر إن نصرالله وعون تناولا أجواء التشكيك بموقف الحزب الداعم عون في أوساط «التيار الحر»، وضرورة العمل على تبديدها، بعدما اتهم نصرالله «القوات اللبنانية» ورئيسها سمير جعجع بالتسبب بها، ومن هنا حرص عون على شكر الأمين العام للحزب على المساعدة التي قام بها للوصول إلى «النهاية السعيدة». وأشارت المصادر القريبة من «التيار الحر» إلى أن عون حرص خلال اللقاء مع نصرالله على طمأنته بان «لا صفقة على حسابكم» وحاول تبديد ما وصفه الأخير ب «القلق الذي يجب أن يعالج»، في شأن معطيات عن اتفاق ثنائي بين فريقي عون و «تيار المستقبل» حول ما بعد انتخاب عون، قيل إنه شمل تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب والتعيينات في مناصب حساسة. وذكرت المصادر أن عون أكد لنصرالله خلال اللقاء أن لا صفقة ثنائية (مسيحية - سنية)، وأنه تهمه الشراكة الواسعة خلال عهده، وأنه يؤمن بأن إدارة البلد لا تتم إلا بأخذ مواقع جميع المكونات والأطياف والطوائف بالاعتبار. وتوقفت الأوساط السياسية أمام قول نصرالله إن قبول الحزب بترؤس زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري الحكومة في عهد عون «تضحية كبيرة»، معتبرة أنه بدا كأنه وافق على ذلك مضطراً نتيجة إصرار من عون لإنجاح عهده بعد تأييد الحريري ترشحه، متسائلة ما إذا كان الحزب يخطط لعرقلة تشكيل الحكومة الأولى من عهد عون بعد تكليف الحريري تأليفها، لاسيما بعدما نقل عن الرئيس بري قوله إن التأليف قد يأخذ 5 إلى 6 أشهر. واعتبرت مصادر قريبة من «المستقبل» أن وضع العقبات أمام تأليف حكومة العهد الأولى سيضع «حزب الله» في مشكلة مع عون الذي يحرص على إقلاع عهده بسرعة وتفادي أي تعثر، وهذا ليس من مصلحة الحزب. واعتبرت مصادر أخرى أن من الشروط التي قد يطرحها بري في تشكيل الحكومة إذا سعى «حزب الله» إلى ثنيه عن معارضة العهد من البداية، الحصول على الثلث المعطل في الحكومة مع حلفائه في الحزب وآخرين، خارج إطار الحصة المخصصة لعون باعتباره انتقل إلى ضفة أخرى. وزار عون ليل أمس البطريرك بشارة الراعي. وفي إطار تبلور المواقف دعا رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط إلى اجتماع لمجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، يحضره أيضا النواب أعضاء اللقاء المنتمون إلى الحزب للتداول في الموقف في جلسة الإثنين المقبل. وقالت مصادر الاشتراكي ل «الحياة» إن كتلة جنبلاط لن تتخذ قرارها النهائي إلا بعد تجميع المعطيات كافة من خلال لقاء يجمع جنبلاط مع بري بعد عودته من جنيف، آخر الأسبوع، ثم لقاء عون مع جنبلاط واستطلاع ما اتفق عليه نصرالله مع الجنرال. وذكرت المصادر أن جنبلاط يحرص على عدم حسم قرار كتلته إلا بعد التشاور مع بري. وأوضحت مصادر نيابية أن جنبلاط يريد أن يستنفد مشاوراته واتصالاته، خصوصاً أنه متوجس من المرحلة المقبلة.