تنطلق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية غداً بلقاء في شرم الشيخ يجمع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بحضور وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في ظل خلافات عميقة على جدول الأعمال. وأعلن الجانب الإسرائيلي أنه يريد للمفاوضات أن تبدأ في بحث قضايا الأمن و «يهودية إسرائيل»، الأمر الذي رفضه الجانب الفلسطيني بشدة. وأكد أعضاء الوفد الفلسطيني المفاوض ل «الحياة» أن جدول المفاوضات يجب أن يضم الحدود والأرض والأمن، وأن الجانب الأميركي وافق على ذلك أثناء لقاءات واشنطن. وأجرى الجانبان في الأيام الأخيرة سلسلة اتصالات لبحث جدول الأعمال. ونقلت صحيفة «هآرتس» أمس عن مصدر في الوفد الإسرائيلي قوله ان الجانبين اختلفا على جدول الأعمال. وقال عضو الوفد الفلسطيني الدكتور محمد اشتيه ل «الحياة» ان لقاء شرم الشيخ سيبحث جدول الأعمال، مضيفاً: «لا يوجد اتفاق ولا يوجد خلاف، الموضوع برمته سيبحث في شرم الشيخ». وأكد المفاوضون الفلسطينيون رفض الاقتراح الاسرائيلي جملة وتفصيلاً. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، عضو الوفد المفاوض الدكتور نبيل شعث ل «الحياة»: «اسرائيل تريد منا الاعتراف بأنها دولة لليهود كي تقطع الطريق أمام مطالبتنا بعودة اي لاجئ فلسطيني». واضاف: «المسألة غير مطروحة، فنحن غير مطالبين بأن نعترف بأن اميركا مسيحية، وان اليونان مسيحية ارثوذكسية وان مصر مسلمة». وسيعقب لقاء شرم الشيخ لقاء ثنائي بين عباس ونتانياهو في بيت الأخير في القدسالغربية بعد غد. وقال مسؤولون فلسطينيون ان لقاء عباس – نتانياهو سيبحث ايضاً مسألة تجميد الاستيطان قبل حلول موعد انتهاء التجميد الجزئي في الثلاثين من الشهر الجاري. وقال شعث ان الجانب الفلسطيني لن يقبل مواصلة التفاوض في حال واصلت اسرائيل الاستيطان. واقترحت الإدارة الاميركية على الجانب الإسرائيلي تمديد تجميد الاستيطان لمدة اربعة اشهر أخرى. وقال مسؤول فلسطيني ان تمديد التجميد، كما تطالب به الإدارة الأميركية، مقبول مبدئياً، وان اربعة اشهر ستكون كافية لإعطاء مؤشر الى مسار المفاوضات. وستجرى المفاوضات بين الجانبين عبر لقاءات دورية يعقدها عباس ونتانياهو. وقال مسؤولون فلسطينيون ان اللقاء التالي للقاء القدس بين الزعيمين سيعقد في نيويورك في 22 الشهر الجاري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتوقع مفاوضون فلسطينيون ان تواجه المفاوضات عقبات شديدة. وقال مسؤول رفيع فضّل عدم ذكر اسمه: «هناك مشكلة كبيرة في المفاهيم وفي الأهداف، وفرصة النجاح تبدو ضئيلة جداً». وأضاف: «نتانياهو يريد من هذه المفاوضات إدخالنا في عملية طويلة ومعقدة تقود الى حلول مرحلية وجزئية، ونحن نريد اتفاقاً على ترسيم الحدود لوقف استنزاف الأرض بالمفاوضات». وأضاف: «الأفكار التي قدمها نتانياهو في لقائه مع عباس في واشنطن تركزت على انسحابات جزئية من الضفة الغربية تستغرق سنوات طويلة قبل الدخول في موضوع الحدود». وقال مسؤول رفيع آخر إن الرهان الفلسطيني في المفاوضات يتركز على الدور الأميركي، مضيفاً: «نحن لا ثقة لنا بنتانياهو، لكن الجانب الأميركي وعدنا بالتدخل في المفاوضات وتقديم اقتراحات لتضييق الفجوات بين الجانبين، وهذا العامل الوحيد الذي نراهن عليه».