صحوة تركية وأسافين داود أوغلو تعليقاً على كتاب أحمد داود أوغلو «العمق الاستراتيجي»... الأبعاد الدولية والإقليمية للعلاقات التركية - الإسرائيلية («الحياة» 07 إلى 09/09/2010) - جاء هذا الفصل، من كتاب أحمد داود أوغلو «العمق الاستراتيجي»، معبراً عن صحوة تركيا، ولكن بعد الخذلان والمرارة من حلفائها طيلة قرن من الزمن. فها هم الأوروبيون ما زالوا يضعون العوائق أمام تركيا لقبولها في الاتحاد الأوروبي، فهم يريدونها شريكاً مميزاً وليس عضواً كاملاً، على رغم أنها عضو في حلف شمال الأطلسي منذ تأسيسه وجيشها يعد ثاني جيش فيه، ويحارب في أفغانستان جنباً إلى جنب مع قوات الحلف، وهو أيضاً متواجد في جنوب لبنان لحماية الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. وأما حليفتها إسرائيل، فتريد أن تقاسمها مناطق نفوذها في الجمهوريات الإسلامية السوفياتية السابقة، وأكثريتها ناطقة باللغة التركية. يقول داود أوغلو: «ومن ناحية أخرى، تبنت إسرائيل سياسة فعالة، لا سيما في النطاقات التي خلفها الاتحاد السوفياتي، ما أدى إلى ترسيخ الاعتقاد بأن إسرائيل ستتعاون مع تركيا، التي تبدي اهتماماً استراتيجياً طبيعياً بالنطاقات ذاتها، ضمن المحور الأميركي وفي المناطق خارج الشرق الأوسط أيضاً». ولكنه يمدح إسرائيل بديمومة علاقتها مع إنكلترا والولايات المتحدة ليغمز من قناة (دول عربية)، فيقول: «وهناك العديد من الأمثلة المدهشة، التي يكتظ بها تاريخ العلاقات التي أقامتها إسرائيل مع الدول العربية، كل على حدة. ويحتوي هذا المسار على تجارب جديرة بالانتباه، مثل ديمومة عناصر الارتباط الإسرائيلي بإنكلترا والولايات المتحدة في السياسات الإسرائيلية حيال الأردن والمملكة العربية السعودية». إن داود أوغلو ماهر في دق الأسافين بين أبناء أوطان الأمة، فهو لا يعترف بوجود أمة عربية واحدة، ويقول: «فعلى سبيل المثال، يُمكِّن تركيا العمل على فهم الوضع الجديد الذي طرأ على سورية بعد حافظ الأسد، وطرح تفسير لهذا الوضع، لا سيما ما يتعلق بعملية التغيير الاجتماعي التي شهدتها سورية في الأعوام الأخيرة؛ ويمكن الديبلوماسية تجاه هذه الدولة أن تقيم أرضية صحيحة بناء على مثل هذا التحليل والتفسير. وفي مرحلة إعداد على هذه الشاكلة، ينبغي الابتعاد عن المقاربات التعميمية والسطحية، التي تختزل المجتمعات العربية في تصنيف واحد. مثل هذه المقاربات، تجعل من العسير التوصل إلى رؤية صحيحة وتقييم دقيق للفروق المهمة بين المجتمعات المنتشرة من المغرب إلى عمان ومن العراق إلى السودان، والتي تحمل خصائص ثقافية وسياسية متباينة». وأما عن مصر، أم العروبة والإسلام في هذا العصر، التي دخلت ثلاثة حروب لتثبيت الحق العربي في فلسطين ودفعت ثمن ذلك أكثر من مائة ألف شهيد من خيرة شبانها، ومئات بلايين الدولارات على مدار نصف قرن من أجل فلسطين؛ فيقول عنها داود أوغلو الذي يريدنا أن نبقى أعداء إلى الأبد مع حليفتهم إسرائيل لغاية في نفس يعقوب: «وعلى رغم أن التطورات التي برزت مع سقوط نظام الشاه في إيران أدت إلى إضعاف جهود إسرائيل لإقامة توازن إقليمي، فإن إسرائيل لم تواجه خطراً إقليمياً شاملاً، وذلك لنجاحها في اختراق مصر ديبلوماسياً من خلال معاهدة كامب ديفيد». وأخيرا أنهي كلامي بفقرة من تقرير نشرته «الحياة» في 3/5/2009، لمراسلها في أنقرة، أنهاه بقوله: «لذا فإن كثيرين يرون فيه «عثمانياً» جديداً يحاول إعادة طرح تركيا كقوة إقليمية وعالمية، وهو لا ينكر ذلك حين يقول إن الدور التركي يمتد إلى أي مكان يوجد فيه الأتراك حالياً، أو مرّوا فيه سابقاً أو حكموه». محمود حسين صارم شباب طوائف لبنان رداً على مقالة بيسان الشيخ «شباب لبنان طائفيون تقليديون لا يجمعهم إلاّ الهجرة»، («الحياة» 06/09/2010) - الهوية اللبنانية لم تتشكل بعد ولا تزال مشروعاً مستقبلياً قابلاً للتحقق. الشباب اليوم لديه جنسية لبنانية وجواز سفر للهجرة. «قل لي ما تمارس أقل لك من أنت». الهوية تتشكل بالممارسة وتنمو بالعناية وهي عملية مستمرة لا تتوقف. اليوم هويات الشباب اللبناني طائفية لأن الممارسة طائفية، والممارسة هي التي تكرس المفاهيم أما الشعارات الفارغة عن العيش المشترك فتبقى شعارات فالعيش هو للمخلوقات جميعاً أما الإنسان فيجب أن يحيا حياة مشتركة هدفها حريته وكرامته وليس عيشاً مشتركاً يبقى فيها الفرد مستعبداً ومقيداً داخل طائفته. يبقى السؤال: كيف تنتقل المجموعات الطائفية الى مجتمع لبناني واحد وما هي الخطوات والآليات لتحقيق هذه الخطوة؟ رمزي حميدان يوم البكاء تعليقاً على مقالة حازم صاغية «دفاعاً عن البكاء» (الحياة 9/9/2010) - قالت له أمه تبكى اليوم كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال. اليوم علينا نحن الشعوب العربية أن نبكي وعلينا إقامة مهرجان للبكاء ونواد للبكاء وجمعيات للبكاء بل يوم عربي للبكاء، الجميع يبكي فربما نستطيع غسل عيوننا بدموعنا ونرى الحقائق واضحة أمامنا. وعلينا أن ندخل مادة البكاء في مناهجنا المدرسية والنوادي يا ليت زعماء وحكام العرب في قمتهم المقبلة لا يصدرون قراراً بل يجلسون في القاعة برئاسة الرئيس الأبدي وينهمرون في البكاء ثلاثة أيام بلياليها وبعدها يخرج علينا (الأمين العام لجامعة الدول العربية) عمرو موسى في مؤتمر صحافي ويقول لنا لقد قرر الزعماء العرب البكاء ثم البكاء ثم البكاء فهذا هو الحل لفلسطين والعراق واليمن والسودان والصومال وباقي البلدان العربية وبعدها ويغادر. صابر... - ليبيا نحن والآخر رداً على منهل السراج «كيف لنا تحويل معتقداتنا إلى طقوس تبهج الجميع؟» («الحياة»، 08/09/2010) - هذا الطرح واقعي تماماً بل ويضع الإصبع على الجرح. الاعتقادات والإيديولوجيات السابقة لا تزال للأسف حتى اليوم تسيطر على تقيمنا للآخر، فنقبله أو لا نقبله وربما نقيم إبداعه الأدبي الفكري أو حتى تطوره المهني والشخصي بحسب هذه الرواسب وما إذا كان ينتمي للدائرة الضيقة أم لا لتصبح الحرية ضيقة على قياس شبكة علاقاتنا وتقييماتنا المستندة الى أرث سابق. قليلون الذين يتمتعون بالشجاعة ليتقبلوا الآخر المختلف. ماهر عسلي