عاش ساكنو مدينة جازان (جنوب السعودية) مساء أول أيام العيد لحظات عصيبة، جراء حادثة هزّت أركان إحدى أكبر مدن الترفيه فيها، بطلها يمني أربعيني مخالف لأنظمة الإقامة، إذ اقتحم مركز الصالح الترفيهي ب«ساطورين»، محدثاً كسراً في جمجمة طليقته السعودية، كما أصاب طفلاً سعودياً، وشخصين آخرين أحدهما سعودي والآخر يمني الجنسية. وأثار الجاني اليمني الرعب بين المئات من الموجودين في المركز، كما تسبب في حدوث انهيارات عصبية لثلاث نساء وعدد من الأطفال، فيما تدافع العشرات إلى خارج المركز محاولين الهرب، بعيداً عن مشهد الدماء. وأوضح الناطق الأمني في شرطة منطقة جازان بالإنابة النقيب عبدالرحمن الزهراني، أن اليمني المخالف قفز عند العاشرة والنصف من مساء أول من أمس من على سور المركز حاملاً في يديه «ساطورين»، مشيراً إلى أنه أصاب مواطناً بجروح في يديه، وآخر بضربات سطحية خفيفة، «كما أصاب طليقته السعودية في رأسها بإصابة بسيطة»، مضيفاً أنه تمت السيطرة عليه مباشرة من حراس الأمن. وأشار إلى أن الجاني قبل دخوله إلى المركز اعتدى على يمني مقيم بإصابته في رأسه، وذلك في الحي نفسه الذي يقطنون فيه، مبيناً أن جميع المصابين منومون في المستشفى العام، فيما يجري التحقيق مع الجاني في مركز شرطة مدينة جازان. من جانبه، أشار المتحدث الرسمي للمديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة جازان بالإنابة حسين معشي، إلى أنه تم نقل المصابين إلى مستشفى جازان العام، منوهاً إلى أن مصابين اثنين حالهما حرجة، وأنه تجري متابعة شخصية من المدير العام للشؤون الصحية في جازان لحالهما، فيما أجريت لمصابين آخرين الإسعافات اللازمة. وأوضح مدير مستشفى جازان العام الدكتور عبدالعزيز الزيلعي، أن المستشفى أجرى إسعافات أولية لثلاث نساء أصبن بهلع وخوف، «فيما تمت خياطة جروح في الرأس والذراع لأحد المصابين وهو في حال جيدة، وكذلك آخر أصيب في الحوض الأيسر حاله مستقرة، فيما أصيب طفل في القدم والبطن وحاله مستقرة، كما أنه تحت الملاحظة الطبية»، مضيفاً أن الحال الخطرة كانت لامرأة، إذ تعرضت لكسر في الجمجمة، «أجريت لها المساعدة الطبية اللازمة، وتم تحويلها إلى مستشفى الملك فهد المركزي». وكانت تسع دوريات تتبع لشرطة المنطقة وجدت في الموقع سريعاً عقب تلقي البلاغ، كما وجدت ثلاث سيارات إسعاف تتبع للهلال الأحمر وأخرى تتبع الدفاع المدني لغرض نقل المصابين إلى المستشفى. وعلمت «الحياة» أن الجاني يدعى عبدالرحمن منصور (47 سنة) وهو مخالف لأنظمة الإقامة، كما أنه أنجب من طليقته السعودية (45 عاماً) سبعة أبناء ذكور وإناث، وأنها انفصلت عنه نتيجة لاستخدامه المتكرر للمخدرات، إضافة إلى عدم وجود عمل له. وكان الشاب محمد يحيى هو من تدخل لإيقاف الجاني، ومحاولته إصابة عدد كبير من زوار المركز، ما أدى إلى حدوث إصابة له في يده اليسرى ورأسه. حراس أمن الشركات «غير مؤهلين» قال حارس أمن يعمل في أحد المراكز التجارية التابعة لإحدى شركات الحراسات الأمنية في جازان، إن الكثير من الحراس العاملين غير مؤهلين، كونهم لا يحملون السلاح، كما انهم ليست لديهم أية دورات تدريبية للدفاع عن النفس وكيفية التعامل مع الحوادث. وكشفت قضية مركز الصالح التجاري ضعف إمكانات الدفاع أثناء حدوث الجرائم. وقال (م. ع) الذي يعمل حارس أمن في أحد المراكز التجارية والترفيهية: «نفتقد لوسائل الحماية لردع مثل هذه الجرائم، كما أن رواتبنا ضئيلة ولا تهيئ لمجابهة الحوادث على الوجه المطلوب أثناء وقوعها».