يصل المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل إلى مصر غداً للإعداد للجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقالت مصادر في السفارة الأميركية في القاهرة إن زيارة ميتشل تهدف الى الاعداد للجولة الثانية من المفاوضات التي يستضيفها منتجع شرم الشيخ الثلثاء والاربعاء المقبلين. غير ان وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) اكدت ان هذه الجولة ستستمر يوما واحداً فقط على مستوى الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، وبمشاركة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. واوضحت ان الرئيس عباس اجرى اتصالا هاتفيا بميتشل مساء الجمعة بحث خلاله الجانبان المستجدات على صعيد عملية السلام والمفاوضات المباشرة التي أُطلقت في واشنطن الاسبوع الماضي. ويتوقع ان تبحث الجولة الثانية في جدول المفاوضات الذي اختلف عليه الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي في لقاء واشنطن، خصوصا في ما يتعلق بإصرار نتانياهو على ادخال «يهودية الدولة» الى جدول الاعمال، ثم اصراره على أولوية الامن وليس الحدود، كما يطالب عباس. وكان الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي اتفقا في واشنطن على التفاوض على اتفاق اطار يحدد اسس الحل السياسي ومبادئه، قبل احالته على لجان تفاوضية للاتفاق على التفاصيل. ويشكل الاستيطان الامتحان العسير الاول الذي سيقرر مصير المفاوضات، فإذا نجح الوفدان في تخطيه بسلام، سينتقلان الى المرحلة التالية، أما اذا فشلا فسيعودان ومعهما الجهود الاميركية الى نقطة الصفر. ويرفض الجانب الفلسطيني التفاوض بعد 26 الجاري، موعد انتهاء وقف الاستيطان، ما لم تعلن اسرائيل عن تمديد التجميد الجزئي السابق للبناء في مستوطنات الضفة الغربية، فيما ابلغ نتانياهو الرئيس الفلسطيني صراحة وقبل ان يعود الى اسرائيل، أن تمديد تجميد الاستيطان يعني انهيار حكومته بسبب معارضة شركائه في الائتلاف الحكومي ومعهم عدد كبير من اعضاء حزبه «ليكود». ويبدو الخلاف بين الجانبين في شأن الاستيطان بالغ الاستعصاء، لكن الجانب الاميركي يبحث عن صيغ مرنة تمكنهما من تخطي الامتحان الاول. وكان الرئيس باراك اوباما دعا اول من امس اسرائيل الى «تمديد قرار تجميد الاستيطان طالما ان هناك مفاوضات مباشرة بناءة» تجري مع الفلسطينيين، مكررا في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن عشية ذكرى 11 ايلول، التزام ادارته الدفع بالمفاوضات، وتحدث عن تغييرات «استراتيجية» في الشرق الاوسط في حال التوصل الى اتفاق سلام. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي اعلن قبل ايام ان القاهرة تبذل جهودا وتجري اتصالات لضمان عدم اجهاض المفاوضات عندما يأتي استحقاق 26 الجاري، موعد انتهاء تمديد قرار وقف الاستيطان في الضفة الغربية. وقال ان مصر تأمل في أن تكون الحكومة الاسرائيلية أخذت بالموقف الذي يعلي من شأن المفاوضات ولا يسبب بإجهاضها.