خبر خفيف «وربما مخيف» نشرته «الحياة» عن توصل باحثين في جامعة يوتاه الأميركية إلى طريقة تحول الإشارات الدماغية إلى كلمات، فمن خلال أجهزة استشعار تركب على رأس الإنسان، سيمكن تحويل الأفكار إلى كلمات، والغرض أو الهدف المعلن لهذا الاختراع هو تمكين المصابين بإعاقات لا تمكّنهم من التحدث عن إيصال أفكارهم إلى الآخرين، وقال الطبيب بردلي غريغر: «تمكّنا من فك شفرة الكلمات عبر استخدام إشارات دماغية بواسطة جهاز أعد بالنسبة إلى المرضى المشلولين الذين لا يستطيعون النطق»، مضيفاً أن نسبة الدقة وصلت إلى 90 في المئة. هذا اختراع عظيم إذا ما توافر، فوائده لا تحصى لفئات من المعوقين، ونسبة الدقة التي ذكرها الباحث كبيرة، بل إنها تتجاوز دقة بعض الناس الأصحاء في إيصال أفكارهم، ألم تلحظ أن البعض لا يستطيع إيصال أفكاره بأسلوب سهل ومختصر، وبعض منهم يفضّل الطرق الملتوية على المباشرة؟ ولأن لكل اختراع استخدامات متعددة ما بين الإيجابي والسلبي، تخيلت توافر هذه الطريقة في جهاز صغير يصبح وضعه على الرأس شرطاً لحضور مناسبات رسمية أو غير رسمية، ولأن العلم يتطور ستظهر شاشة كبيرة في موقع الحفلة تترجم الأفكار من الرؤوس على الهواء مباشرة. ألا تتوقع معي أن المناسبات ستنقرض حينها، فلا أحد سيلتفت إلى المناسبة وما يقال علناً فيها، بل ستستدير الرؤوس إلى تلك الشاشة الكاشفة؟ ولأن زينا الشعبي يتوافر فيه غطاء «صاك» على الجمجمة اسمه «الطاقية»، فسيكون البث لدينا أكثر وضوحاً وشفافية، ستصبح للطاقية «شنة ورنة»، وبدلاً من طاقية الإخفاء التي كنا نصدق بها ونحن صغار ستصبح لدينا طاقية البث، وإذا كانت كثافة الشعر ستشوّش على البث المباشر للأفكار من الطاقية العجيبة، فمن المتوقع أن تصبح الحلاقة على الصفر شرطاً لدفع الشكوك. ولن تعود هناك حاجة للتحقيقات في كثير من القضايا، سيكون الفيصل «نلبسه الطاقية»، حتى في مقابلة طلب الوظيفة وخطبة الزواج، وبين المدير والموظف. في النهاية القوي سيُلبس الطاقية للضعيف، أما الزوجة فستكون أول زبائن «الطواقي» وربما تستخدمها ليلاً ونهاراً لمراقبة أحلام اليقظة و «حلوم الليول». وقتها سيتبخر مصطلح الشفافية، ليحل بدلاً منه مصطلح آخر اسمه «الدماغية»، وربما يتوقع بعض المتفائلين انه مع الطاقية السحرية الجديدة، سيتلاشى النفاق من على وجه الأرض، بما يسمح بكثير من إصلاح المعوج وكشف الحقائق، لكنني في الحقيقة لا أتوقع هذا لسببين: الأول أن أهل النفاق لديهم من القدرات والاشارات الدماغية والتمثيل ما يستطيعون به اختراع «طواقٍ» جديدة أقوى في إشارة البث، أما السبب الثاني فهو أن البعض الآخر يرغب في سماع النفاق حتى وهو يعلم العلم الأكيد أنه غير صحيح البتة. www.asuwayed.com