فشلت أوروبا للمرة الثانية في إنزال مسبار على سطح المريخ، بعدما كشف المسؤول في وكالة الفضاء الأوروبية تييري بلانكارت أن المسبار "سكيارباريلي تحطم على سطح المريخ". وتحققت وكالة الفضاء الاوروبية من مصير المسبار بعد انقطاع أخباره ليومين، بفضل صورة التقطها المسبار الأوروبي "ام ار او"الذي يحوم في مدار حول الكوكب الاحمر. واوضح بلانكارت من مركز التحكم بالعمليات التابع للوكالة في دارمشتات ان المسبار "وصل بسرعة أكبر بكثير مما كان متوقعاً غلى سطح المريخ". وأضاف مدير عمليات الطيران في مهمة "ايكزومارس" ميشال دوني إن "المسبار حط على بعد كيلومترات قليلة من المكان المحدد له". وأوضح أن "الصورة التي وفرتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) تسمح برؤية بقعة بيضاء تتماشى مع حجم مظلة، وعلى بعد كيلومترين تقريباً ثمة بقعة سوداء هي على الأرجح المكان الذي ارتطم به سكيارباريلي". وتابع: "لو كان سكيارباريلي قطعة واحدة لكانت البقعة أصغر، وبالتالي على الأرجح أنه تحطم". وأوضح بلانكارت أن خزانات الوقود في المسبار التي لم تكن فارغة، وقد تكون انفجرت عند الاصطدام بالأرض. وانفصل المسبار المجهز بالكثير من المجسات عن المركبة الاوروبية-الروسية غير المأهولة "تي جي او"، بعد رحلة دامت سبعة أشهر في الفضاء. ودخل "سكياباريلي" الأربعاء الماضي الغلاف الجوي للمريخ. وتعرقلت الأمور قبل خمسين ثانية تقريباً من موعد الهبوط، ويبدو أن المظلة الكبيرة قُذفت قبل الأوان، فيما عملت المحركات ذات الدفع العكسي لفترة قصيرة قبل أن تتوقف بشكل مبكر. وكان هبوط "سكياباريلي" المرحلة الأولى من مهمة "إكزومارس" العلمية الأوروبية الروسية المنقسمة إلى مرحلتين، والتي تهدف إلى البحث عن آثار لحياة على الكوكب الأحمر في الماضي أو الحاضر. وكانت أوروبا أرسلت قبل بعد 13 عاماً المسبار البريطاني "بيغل 2" الذي فشل أيضاً في تحقيق مهمته.