في إطار خروجه المتكرر الى العلن في جنوب اليمن، وزع تنظيم «القاعدة» ليل الخميس في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، مناشير تتضمن لائحة بأسماء 55 ضابطاً ورجل أمن اعتبرهم «أهدافاً مشروعة» للقتل، ما لم يعلنوا «توبتهم». وقال البيان الذي وزع بكثافة وعلقت نسخ منه في سوق المدينة ان 31 ضابطاً في جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات) و15 من افراد البحث الجنائي و9 ضباط في الاستخبارات العسكرية «باتوا هدفاً مشروعاً لنا ابتداء من أول شوال 1431 هجري» اي امس الجمعة اول ايام عيد الفطر. ودعا التنظيم في بيانه رجال الأمن هؤلاء الى «اعلان توبتهم امام الناس في جامع مدينة زنجبار بعد صلاة الجمعة قبل ان تخطفهم ايادينا، وإلا فإنهم لا يلومون الا انفسهم». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ضابط ورد اسمه في اللائحة ان من اطلقوا هذا التهديد «يريدون التأثير في نفسية منتسبي وزارة الداخلية والاستخبارات». وأضاف «نحن بعد حصولنا على البيان لم نعره اهتماماً لكننا اخذنا اجراءات احترازية». و قال سكان في زنجبار انه «بعد ساعات من توزيع البيان تلقينا تحذيرات شفوية من قبل السلطة المحلية تدعو الى عدم التجمع في الأماكن العامة». وأضاف هؤلاء «اصبحنا بالفعل نشعر بخوف شديد على حياتنا في ظل وجود انفلات أمني غير مسبوق بدليل ان هذه العناصر قامت بتوزيع المنشورات علناً دون أي خوف من رجال الأمن». وتبنى التنظيم قبل ايام سلسلة من الهجمات الدامية في الأسابيع الأخيرة استهدفت قوات الأمن في جنوب اليمن علاوة على اغتيال مسؤول امني في محافظة مأرب (شرق). واعتبر احد اعيان المدينة ان «تنظيم القاعدة استطاع خلال الأشهر الثلاثة الماضية ان يستفيد بشكل كبير من حال الشلل وتقلص نفوذ السلطات الحكومية في معظم مناطق شبوة وأبين، نتيجة زيادة تأثير الحراك الجنوبي وتعاظم الاحتجاجات الشعبية». وفي حين تواصلت الاشتباكات العنيفة الخميس بين قوات الأمن وعناصر «القاعدة» في مدينة لودر بمحافظة أبين، نجا مدير أمن مديرية الحوطة في محافظة لحج العقيد عبدالله الموزعي ليل الخميس - الجمعة من محاولة اغتيال. وذكرت مصادر السلطة المحلية ان عناصر ارهابية نصبت كميناً للموزعي اثناء توجهه الى منطقة الحمراء للقبض على احد المطلوبين فأصيب اثنان من مرافقيه وبعض المواطنين بجروح. وكانت عبوة ناسفة قوية انفجرت فجر الخميس فوق جسر في ابين لكنها لم تسفر عن اصابات بين رجال الأمن او المواطنين. ودعا الرئيس علي عبدالله صالح الى «عقد صلح عام في محافظة صعدة وغيرها من محافظات الجمهورية من أجل ترسيخ الاستقرار والسلام وإزالة كل مخلفات الصراعات الموروثة من عهود الإمامة والاستعمار والتشطير، بما يكفل تفرغ جهود الجميع للبناء والتطوير وتعزيز الاستقرار الذي يهيئ المناخات للاستثمار والإنتاج ويؤمن شروط نهوض وطني شامل في مختلف المجالات». وحض صالح في كلمة الى اليمنيين في الداخل والخارج لمناسبة عيد الفطر، مواطنيه على «جعل الحوار وسيلة للحفاظ على مكاسب الثورة اليمنية والحفاظ على بيئة العمل السياسي والديمقراطي وتعزيزها وتطويرها وتجسيد مفهوم الشراكة الوطنية المسؤولة الحريصة على صنع التحولات ومجابهة التحديات التي تواجه الوطن وتعزيز دور المؤسسات الدستورية والحفاظ عليها وعدم المساس بها أو ابتكار أشكال تفرغها من محتواها».