«الحياة» - خرقت ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي صالح، الهدنة في الساعة الأولى من إعلان بدئها ليل أول من أمس (الأربعاء)، إذ قصفت مواقع الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في الجبهة الشرقية والشمالية والغربية لمحافظة تعز، كما في صرواح غرب مأرب ومنطقة نهم شرق صنعاء، كما أطلقت مقذوفاً عسكرياً على محافظة الحرث في منطقة جازان السعودية نتج عنه إصابة سعودي وابنته. وأعلنت لجان المراقبة التابعة لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن وقوع 43 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الخروقات كانت على الشريط الحدودي بين السعودية واليمن، وتحديداً في منطقتي نجرانوجازان، وذلك بإطلاق صواريخ ومقذوفات ورماية مباشرة وقناصين. وأوضحت قوات التحالف في بيان أصدرته أمس، أنه تم الرد على مصادر النيران وفق قواعد الاشتباك المعتمدة، مشيرة إلى أنها ستستمر في التصدي لخروقات اتفاق وقف إطلاق النار مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها، مع تطبيقها سياسة ضبط النفس تجاه هذه الخروقات. وأفادت مصادر المقاومة والجيش الوطني بأن ميليشيات الحوثيين وصالح ارتكبت تسعة خروقات في الساعات الأولى من الهدنة في جبهة نهم شمال شرق صنعاء. وفي محافظة الجوف أفادت المصادر بأن الميليشيات هاجمت مواقع الجيش والمقاومة في مديرية المصلوب، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من أفراد الجيش والمقاومة وردت القوات الحكومية على الهجوم وكبدت الانقلابيين خسائر في الأرواح، إضافة إلى التقدم نحو معسكر»الساقية» الذي يسيطر عليه الحوثيون. كما امتدت خروق المليشيات إلى محافظة البيضاء وقالت مصادر المقاومة إن ميليشيات الحوثيين وصالح قصفت مواقع المقاومة الموالية ومنازل المدنيين بمنطقة الغول في آل حميقان بمديرية الزاهر. وفي مديرية صرواح غرب مأرب قالت المصادر إن الميليشيات هاجمت مواقع الجيش والمقاومة قرب مركز المديرية بالقذائف الصاروخية والمدفعية ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة آخرين في وقت التزمت القوات الحكومية عدم الرد تنفيذاً للهدنة. على صعيد آخر، قتل أربعة جنود على الأقل من القوات الحكومية وأصيب مثلهم بجروح في هجوم مسلحين مجهولين على حاجز أمني في محافظة أبين الجنوبية، وأفادت مصادر أمنية بأن المسلحين الذين يرجح صلتهم بتنظيم «القاعدة» فتحوا النار على الجنود في منطقة «عمودية» على الطريق الواصل بين مدينتي زنجبار وجعار. من جهة أخرى، أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، استمرار الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الالتزام بوقف إطلاق النار، على رغم خروقات الانقلابيين في مختلف مناطق التماس والمدن، ومن بينها تعز. إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين وغربيين وإيرانيين، أن إيران صعدت عمليات نقل السلاح للحوثيين، ويشمل صواريخ وأسلحة صغيرة، كما أن جانباً كبيراً من عمليات التهريب يتم من طريق عُمان المتاخمة لليمن، عبر طرق برية استغلالاً للثغرات الحدودية بين البلدين. غير أن وزارة الخارجية العُمانية سارعت إلى نفي هذه المعلومات، مؤكدة أن لا أسلحة تمر إلى اليمن عبر أراضي عُمان. وقالت في بيان صحافي: «هذه المسائل تمت مناقشتها مع عدد من دول التحالف العربي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتم تفنيدها والتأكد من عدم صحتها، إضافة إلى أن السواحل اليمنية القريبة من السواحل العمانية لا تقع تحت نطاق أي سلطة حكومية في اليمن، لذا فإن تلك السواحل متاحة لاستخدام تجار السلاح». وكانت «الحياة» نقلت في 18 أيلول (سبتمبر) الماضي عن محافظ مأرب الشيخ سلطان العرادة، إحباط محاولة تهريب أسلحة ومتفجرات من محافظة حضرموت إلى مأرب في طريقها إلى صنعاء كانت تحملها شاحنات لوحاتها عُمانية. ولم يؤكد العرادة حينها صلة أي جهة خارجية بتلك الشحنة، مبيّناً أن الناقلات تحمل لوحات عُمانية ولم يتم التأكد من علاقة السلطات العُمانية بها. من جهة أخرى، قال مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله المعلمي، اعتبر أن «دموع التماسيح» التي يذرفها مندوب إيران على الضحايا اليمنيين لن تخدع أحداً، مطالباً بوضع حدٍ نهائي لوجود قوات الحرس الثوري الايراني الأجنبية في سورية. وأشار المعلمي في جلسة خاصة غير رسمية لبحث الأزمة الإنسانية في حلب عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس إلى أن أبناء اليمن يدركون تماماً أن دعم طهران للحوثيين بالأسلحة والصواريخ سبب معاناتهم. وطالب مجلس الأمن الدولي بإجراء مناقشة عاجلة لانتهاكات إيران لقرار حظر السلاح على الحوثيين وحلفائهم، مضيفاً: «نستغرب سكوت مجلس الأمن على اختراقات إيران الفاضحة لقرارات المجلس واستمرارها في تهريب الأسلحة للحوثيين في اليمن».