ختامها كان مسكاً فجر أمس، في العشاء الرسمي الأخير على مستوى الدول الذي يقيمه الرئيس باراك أوباما، وكان ضيف الشرف فيه رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، إنما التألق والنجومية للأميركية الأولى ميشيل أوباما وفستانها الذهبي من تصميم «فيرساتشي». «العشاء الأخير» قبل 19 يوماً على الانتخابات الرئاسية، اختتم المناسبات الوحيدة التي عشقها أوباما الانطوائي، في البيت الأبيض، بعدما استضاف خلال السنوات الثماني التي قضاها هناك، 17 مناسبة على شرف نظرائه من الهند والصين وألمانيا وغيرها، وحظي الجانب الإيطالي بالامتياز الأخير لحضورها. وفي خيمة الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض التي استقبلت 400 مدعو، أشرف الشيف الإيطالي- الأميركي ماريو بيتالي على إضافة رونق مميز لأطباق استغرق تحضيرها يومين. وكان الكابوس الأكبر لبيتالي أن المطبخ على بعد 200 متر من طاولات الضيوف، إضافة إلى الامتحان الأساسي أن تنال أطباقه إعجاب الزوجين الإيطاليين نجمَي الدعوة، أكثر من بقية الحضور الأميركيين. وزينت الطاولات بداية أطباق الرافيولي مع البطاطس الحلوة، تلتها سلطة من يقطين المسك وعليها نبتة إكليل الجبل من حديقة ميشيل أوباما في البيت الأبيض، وقدمت مع شرائح لحم البقر على الأسياخ. أما الحلوى فكانت فطيرة التفاح الإيطالية مع الآيس كريم. وبعد الانتهاء من العشاء، صدح صوت غوين ستيفاني الإيطالية الأصل بأغنيتيها الشهيرتين: «ماذا تنتظر» و «الشتاء المبكر» في تلك الأمسية الخريفية. وشارك في الغناء أيضاً النجم بلايك شيلتون وهو معروف في برنامج «ذي فويس» على شبكة «أن بي سي». وكانت تدعى إلى مناسبات كهذه في السابق المغنيتان بيونسي وسارة بيريليس إلى جانب الفنان جايمس تايلور. إلا أن نجم السهرة من دون منازع، فكانت ميشيل أوباما بأناقتها اللافتة، ولو أنها لم تستطع إخفاء لمسة من الحزن بدت على وجهها في آخر مناسبة من هذا النوع للزوجين في البيت الأبيض. ومن المعروف عن عائلة أوباما تمسكها بالقيم المحافظة، ومن بينها إصرار الرئيس الأميركي على تناول العشاء يومياً مع زوجته وبناته، بدلاً من المناسبات الاجتماعية الفضفاضة. ومن هنا حرص أوباما على إعطاء العشاء على مستوى الدول رونقاً فنياً وحضارياً خاصاً، تخطى سابقاته. وحضر العشاء جمع من السياسيين والفنانين، من بينهم النجم الكوميدي جيري ساينفيلد وزوجته جيسيكا، ومغني الراب «تشانس» والشيف راشيل راي، وزعيمة الديموقراطيين في الكونغرس نانسي بيلوسي وهي من أصل إيطالي، إضافة إلى جوزيف بايدن نائب الرئيس ووزير الدفاع آشتون كارتر. كما حضر عمدة نيويورك أندرو كومو ونواب أميركيون من أصول إيطالية، والناطق باسم البيت الأبيض جوشوا إرنست وزوجته ناتالي، والممثل جون تورتورو وزوجته الممثلة كاثرين بورويتز. كما حضر الإعلاميان في محطة «أن بي سي» تشاك وكريستيان تود، ووزير الأمن الداخلي جاي جونسون والديبلوماسية الأميركية سوزان دي ماركو، والمغني والمؤلف جيمس تايلور وزوجته كيم، وسائق السباقات السابق ماريو أندريتي وزوجته باربرا. ويأتي العشاء في وقت تشهد شعبية أوباما ارتفاعاً ملحوظاً في استطلاعات الرأي وصلت إلى 58 في المئة، وإطراء من اليمين واليسار على زوجته ميشيل، خصوصاً بعد خطابها الأخير في نيو هامبشير ودعوتها إلى جدل سياسي متحضر بعيداً من المستوى الذي تشهده الانتخابات الرئاسية بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب. ويغادر أوباما وميشيل البيت الأبيض رسميا في 21 كانون الثاني (يناير) المقبل.