دعت حركة «حماس» أمس أعضاءها في الضفة الغربية إلى مقاومة الاعتقالات التي تمارسها السلطة الفلسطينية في حقهم، مهددة بالرد بممارسة العنف ضد أجهزة السلطة في حال واصلت هذه الاعتقالات. وقالت «حماس» في بيان أمس هو الأشد من نوعه إنها لن تستطيع الصمت طويلاً أمام استمرار «الملاحقات والاعتقالات لرموز وقيادات الحركة». وأضافت: «طال صبرنا كثيراً وقارب على النفاد». ودعت السلطة إلى «أخذ الدروس» من تجرية قطاع غزة، معتبرة أن «الأيادي التي وصلت إلى قلب المحتل قادرة على أن تصلهم»، وأنها «لا تزال متمسكة بخيار المقاومة ضد الاحتلال». ونفت السلطة الفلسطينية أمس اعتقال منفذي العمليتين اللتين تبنتهما «حماس» أخيراً في الضفة وقُتل فيهما أربعة مستوطنين وجرح اثنان. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء عدنان الضميري ل «الحياة» إن ما نشرته وكالات أنباء ووسائل إعلام إسرائيلية أمس في هذا الشأن «غير صحيح، ويهدف إلى الضغط على السلطة لكشف التحقيقات التي تجريها». وأشار إلى أن «السلطة تجري تحقيقاً في القضية، لكنها لم تنهي تحقيقاتها بعد». وأكد أن «السلطة لن تسلم أي معتقل فلسطيني لإسرائيل»، مشيراً إلى أن اتفاق أوسلو ينص على أن تجري السلطة محاكمة لمن يقوم بأي هجوم على إسرائيليين لكنها ليست ملزمة بتسليمه. وكانت وكالة «فرانس برس» نقلت عن مسؤول أمني فلسطيني لم تسمه أمس أن السلطة اعتقلت منفذي الهجومين اللذين وقعا عشية إطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في واشنطن مطلع الشهر الجاري. وأضاف المسؤول أن السلطة «اعتقلت خليتين تابعتين لحماس» نفذتا الهجومين، لكنه لم يحدد عدد المعتقلين الذين قال إنهم «متهمون بتنظيم الهجومين وتنفيذهما». وفي غزة، حمل الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المُقالة التي تقودها «حماس» إيهاب الغصين في شدة على السلطة الفلسطينية. وقال خلال مؤتمر صحافي في سجن غزة أمس: «في وقت تفرج الحكومة (المُقالة) عن سجناء جنائيين وأمنيين لمناسبة عيد الفطر بعد فراغ السجون من المعتقلين السياسيين، تجتهد سلطة (الرئيس محمود) عباس في مطاردة المقاومة الشرعية التي اعترف بشرعيتها كل العالم واعتقال منفذي العمليات الجهادية في الخليل ورام الله بعد تعهد عباس للصهاينة بملاحقة منفذي العملية واعتقالهم». وحمّل السلطة المسؤولية الكاملة عن «سلامة وحياة المجاهدين وما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة». وقال إن الأجهزة الأمنية في الضفة «اعتقلت خلال أسبوع أكثر من 750 من عناصر المقاومة». واعتبر أن «الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوفاً أمام هذه الخيانة العلنية والعبث بمصيره». وقال الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم في بيان صحافي أمس إن «ما تقوم به سلطة فتح في الضفة من اعتقال للمقاومين وتعذيبهم وتباهي هذه السلطة بتصفية المقاومة وإعلان اعتقال منفذي العمليات البطولية، بمثابة خيانة وطنية وعمالة مباشرة وواضحة مع العدو، ويؤكد الدور الخطير لسلطة فتح كوكيل أمني لحماية أمن العدو واستئصال المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية». واعتبر «استمرار هذه الحملة الإجرامية تجاوزاً لكل الخطوط الحمر وعمالة مباشرة مع العدو في وضح النهار، وبالتالي فإن سلطة فتح مطالبة بوقف هذه الحملة المجرمة فوراً ونحمّلها المسؤولية الكاملة عن حياة كل المقاومين المعتقلين لديها». وحذر «من تسليم أيٍ منهم إلى العدو الصهيوني، كما نطالب كل الفصائل الفلسطينية المقاوِمة وكل ابناء شعبنا الفلسطيني وكل الغيورين على حقوق شعبنا وعلى رأسها حق مقاومة العدو بأن يضعوا حداً لهذه الخيانة والعمالة بين سلطة فتح والاحتلال». وشدد على أن «حركة حماس مستمرة في مقاومة العدو الصهيوني ومغتصبيه ولن يؤثر هذا السلوك الاجرامي لسلطة فتح وحكومة الاحتلال في مشروع المقاومة بل سيزيدنا إصراراً على استمرار المقاومة وتكثيف ضرباتنا الموجعة للعدو الصهيوني».