رحبت السعودية أمس بالبيان المشترك الذي صدر عن الاجتماع الوزاري الرباعي في لندن بشأن اليمن والذي ضم وزراء خارجية السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، وأيد جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ، وخطة الطريق التي سيطرحها على الجانبين في شأن الخطوات اللازمة للتوصل إلى حل سياسي للصراع، فيما واصلت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية تقدمها في محافظة صعدة وسيطرت على معسكر اللواء «101 ميكا» الذي كان يستولي عليه الحوثيون في منطقة «البقع» التابعة لمديرية «كتاف» الحدودية. وأعرب مجلس الوزراء السعودي في جلسته التي عقدها أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن إدانة المملكة واستنكارها هجوم ميليشيا الحوثي ضد المدمرة «مايسون»، مؤكداً أن هذا العمل الإرهابي يعرّض الملاحة الدولية للخطر. من جهة أخرى، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن السعودية مستعدة للاتفاق على وقف إطلاق النار في اليمن في حال وافق الحوثيون على ذلك والتزموا به. وأضاف في مؤتمر صحافي عقد في لندن أمس، إن المملكة تحرص بشدة على الالتزام بالقانون الإنساني في الصراع اليمني، موضحاً أن المسؤولين عن قصف مجلس العزاء سيعاقبون، وسيتم تعويض الضحايا. وردت جماعة الحوثيين على البيان الذي صدر عن الاجتماع الوزاري في لندن، واشترطت مجدداً وقف الغارات الجوية وإلغاء الحصار البري والجوي والبحري قبل العودة إلى المفاوضات مع الجانب الحكومي. وواصلت أمس قوات الجيش اليمني و «المقاومة الشعبية» مدعومة بغطاء جوي من طيران التحالف العربي، التوغل في محافظة صعدة، حيث المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين. وأعلن محافظ صعدة هادي طرشان الوايلي أمس، أن قوات الجيش والمقاومة، بمساندة التحالف العربي، حررت مناطق استراتيجية في منطقة البقع والسوق المحيط به، إلى الشمال من المحافظة، مشيراً إلى أنهم كبدوا ميليشيات الحوثي وصالح خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وتمت السيطرة على معسكر اللواء «101 ميكا» في منطقة «البقع» التابعة لمديرية «كتاف» الحدودية شرق المحافظة، في وقت امتدت الضربات الجوية إلى مواقع الميليشيات في تعز وحجة ومأرب. وأكدت مصادر الجيش والمقاومة أن قواتهما المشتركة استولت على كمية من الأسلحة كانت مخزنة في مقر اللواء العسكري، والذي يبعد عن منفذ البقع الحدودي حوالى 25 كلم. وأضافت المصادر أن القوات الحكومية تواصل عملية نزع الألغام في المناطق المحررة، فيما أشارت إلى مقتل عدد من القادة الميدانيين لجماعة الحوثي أثناء المعارك، من بينهم القياديان زيد الكبسي وياسر المتميز. إلى ذلك، أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، حرص بلاده على التعاون الوثيق مع قوات التحالف العربي الداعمة للشرعية، والتزام حكومته التعامل الإيجابي مع ما جاء في بيان الفريق المشترك لتقويم الحوادث في ما يتصل بحادث الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء، وما خلصت إليه التحقيقات الأولية في هذا الإطار. وأقر هادي، في اجتماع لهيئة مستشاريه عقد أمس في الرياض، بتكليف لجنة من رئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، ومدير دائرة القضاء العسكري، الانضمام إلى الفريق المشترك لتقويم الحوادث، لاستكمال التحقيقات في هذه القضية. وأشارت وكالة الأنباء اليمنية إلى أنه في ضوء النتائج النهائية سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه من تثبت التحقيقات مسؤوليتهم عن الحادثة. في غضون ذلك، اعتذر اليمن عن ترؤس الدورة ال28 للقمة العربية المقبلة، بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد نتيجة الحرب. ميدانياً، أفشل الجيش اليمني والمقاومة في تعز هجوماً للانقلابيين في منطقتي الربيعي وحذران، قتل فيه سبعة مسلحين من الميليشيات من بينهم قناص، وأصيب 11 آخرون، فيما أصيب ثلاثة من عناصر الجيش. إلى ذلك، استهدفت مقاتلات التحالف مواقع المتمردين في مديرية صرواح غرب مأرب على وقع المعارك المستمرة هناك بين الميليشيات والقوات الحكومية التي تحاول اختراق هذه الجبهة باتجاه الضواحي الجنوبية الشرقية للعاصمة صنعاء بالتزامن مع تقدمها في جبهة نهم في الشمال الشرقي. كما طاولت الغارات مواقع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في مديرية حرض الحدودية شمال غرب محافظة حجة، وقالت مصادر الجيش الوطني إن الضربات أدت إلى تدمير آليات ومخازن للصواريخ، في حين استهدفت ضربات أخرى مواقع للمليشيات في المناطق الحدودية لصعدة، في مناطق كتاف والظاهر وباقم. وفي حجة، استهدفت المقاتلات مواقع المتمردين في منطقة الجر في مديرية عبس، إضافة إلى ضربات أخرى طاولت معسكر خالد بن الوليد الذي تسيطر عليه المليشيات في منطقة «مفرق المخا» غرب تعز. إلى ذلك، كشف تقرير صادر عن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، عن أن الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي صالح تسببت بمقتل 647 طفلاً، وإصابة 822 آخرين، منهم 19 طفلاً يعانون من إعاقة دائمة. وغطى التقرير 17 محافظة من أصل 22، خلال فترة زمنية تمتد من شهر أيلول (سبتمبر) 2014 حتى آذار (مارس) 2016، وخلص الى أن عدد المحتجزين لدى الحوثيين والمخفيين قسراً من الأطفال، بلغ 189 طفلاً، كما جندت الميليشيات نحو 329 طفلاً، في حين بلغ عدد المؤسسات التعليمية التي حرم الأطفال منها نحو 959 مؤسسة تعليمية، بسبب قصفها وتدميرها أو تحويلها ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة وسجوناً خاصة، أو اقتحامها وتفتيشها، أو التسبب في إغلاقها.