تحول اجتماع لمجلس الامن الدولي مساء أمس الى حوار طرشان بين الروس والغربيين الذين اتهموا موسكو بالوقوف وراء التوتر في شرق اوكرانيا، فيما انذرت موسكو كييف "لوقف استعمال القوة ضد الشعب الاوكراني". وطلبت روسيا عقد الاجتماع بعد تصريحات للرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف اعلن فيها "عملية ضد الارهاب واسعة النطاق" ضد المتمردين المسلحين الموالين للروس في شرق اوكرانيا. وهذا الاجتماع الطارئ كان الجولة العاشرة من المحادثات في مجلس الامن الدولي حول الازمة وعقد بعدما شنت اوكرانيا عملية عسكرية الاحد وامهلت الانفصاليين الموالين لروسيا حتى الساعة 06.00 تغ من صباح اليوم لتسليم اسلحتهم من اجل تفادي تعرضهم للملاحقة. واتهم السفير الاوكراني يوري سيرغييف روسيا بدعم الارهاب مما يشكل تهديد خطيراً لأمن الاوكرانيين وللسلام والاستقرار في العالم. إلاّ ان السفير الروسي فيتالي تشوركين رد بان العمليات العسكرية في جنوب شرق اوكرانيا يمكن ان تنسف المحادثات المقررة في جنيف هذا الاسبوع بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا. وحذر تشوركين بأن "الدم قد سال ويجب تحاشي تصعيد جديد بشكل عاجل". وطلب من الغربيين ومن الولاياتالمتحدة الاميركية في شكل اساسي ممارسة الضغط على سلطات كييف كي "تتوقف عن استعمال القوة ضد الشعب الاوكراني وان تبدأ حواراً حقيقياً". واضاف: "الغرب هو الذي سيحدد إن كان في الامكان تحاشي الحرب الأهلية في اوكرانيا". ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اجتماعاً الاثنين لبحث الازمة في اوكرانيا وامكان قيام روسيا بوقف تسليم الغاز الى اوروبا. من جهتها، اعتبرت السفيرة الاميركية سامنتا باور انه "من الصعب التوفيق" بين حشد 40 الف جندي روسي على الحدود الاوكرانية و"النشاطات التخريبية" داخل اوكرانيا وبين دعوة موسكو الى الديبلوماسية. وبعدما نددت "بالتضليل الاعلامي والحملة الدعائية الروسية"، اتهمت باور روسيا بانها "خلقت ونظمت عدم الاستقرار" في شرق اوكرانيا. وقالت ان التطورات الاخيرة في هذه المنطقة "هي نسخة طبق الاصل عن التكتيك الذي استعملته القوات الروسية في المراحل الاولى للازمة في القرم". واضافت: "نعلم من يقف وراءها: وحدها روسيا قادرة على القيام بمثل هذه العملية في هذه المنطقة". وقالت باور ان "مصداقية روسيا تاثرت سلبا بشكل كبير. لكننا ورغم ذلك مستعدون للحوار حول سبل نزع فتيل الازمة". واضافت ان ذلك سيتطلب "انسحاب القوات الروسية المنتشرة والمتمركزة في شكل مثير للقلق". اما السفير البريطاني مارك ليال غرانت فاعتبر ان الامر يتعلق ب"تصعيد خطير في وضع محفوف اصلا بالخطر". وقال ان "روسيا تتدخل مرة جديدة وفي شكل مباشر في الشؤون الداخلية لاوكرانيا باستعمالها ذرائع والقوة العسكرية"، مطالباً موسكو بسحب جنودها من على الحدود. واضاف ان "روسيا تسعى الى فرض ارادتها على الشعب الاوكراني باستعمالها التضليل الاعلامي والتخويف والاعتداء، انه امر غير مقبول على الاطلاق". من ناحيته، اعتبر السفير الفرنسي جيرار ارو ان "السيناريو الذي نحن امامه يذكرنا بما جرى قبل شهر من التطورات التي جرت في القرم". وبعدما اشاد ب"هدوء السلطات الاوكرانية"، دعا روسيا الى "المساهمة في شكل حازم في نزع فتيل الازمة وان تدين معا في هذا المجلس محاولات الزعزعة التي تقوم بها مجموعات مسلحة في شرق اوكرانيا". واعرب عن امله في ان يعقد الاجتماع المقرر في 17 نيسان (ابريل) في جنيف بين روسياواوكرانياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وان "يتيح التوصل الى حلول". وقال ان "هذا الاستحقاق حاسم وندعو جميع الاطراف الى الهدوء وضبط النفس". واعلن مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية اوسكار فرنانديز تارانكو ان ضابطا اوكرانيا واحدا على الاقل قد قتل في تبادل اطلاق نار كما اشير الى وقوع العديد من الجرحى في مواجهات في شرق اوكرانيا. واضاف فرنانديز تارانكو ان خمس مدن جديدة على الاقل شهدت في الاربع والعشرين ساعة الماضية احتجاجات وقيام مسلحين بالاستيلاء على مباني رسمية. وقال ان "الوضع بات حرجا اكثر من السابق، محذراً من "عواقب خطيرة".