توافد أنصار رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ومحازبو «التيار الوطني الحر» إلى الطريق المؤدية إلى القصر الجمهوري في بعبدا، في خطوة باتوا يعتبرونها رمزية ومؤشراً إلى عودة الجنرال إلى القصر رئيساً بالانتخابات هذه المرة، وهو ما عبّرت عنه كلمتا عون ورئيس «التيار» الوزير جبران باسيل، وأكثر من مسؤول، في الاحتفال الشعبي على «طريق الشعب» للسنة الثانية على التوالي تحت شعار «يكون الميثاق أو لا يكون... لبنان». وذلك في الذكرى ال26 ل «شهداء 13 تشرين الأول» الذين سقطوا في العملية العسكرية التي أدت إلى إخراج عون من قصر بعبدا عام 1990 من قبل القوات السورية. وكان آلاف العونيين انتقلوا من مراكز «التيار» في المتن وكسروان وجبيل والبترون وأقضية الشمال وجبل لبنان الجنوبي وتحديداً قضاءي الشوف وعاليه إضافة إلى البقاع والجنوب وبيروت إلى طريق قصر بعبدا، ملبين نداء عون. وكان «تجديد العهد» هو الأساس و «تحقيق الميثاقية» هو العنوان، و «وصول المسيحي القوي إلى سدة الرئاسة» هو الهدف، وإلا «النضال ثم النضال من أجل تطبيق الميثاق»، كما قال متوافدون تحدثوا على شاشات التلفزة، رافعين الرايات البرتقالية وصور عون في بزته العسكرية وعصبوا رؤوسهم بشارات للتيار. وكانت وجهت دعوات من قبل مناصري «التيار» إلى «المعارضين» فيه بأن ينزلوا للمشاركة، إلا أن هؤلاء رفضوا ذلك وتركوا الحرية لمن يريد النزول. ووصل العونيون على وقع الأغاني الحماسية والحزبية والهتافات المؤيدة «لانتخاب عون رئيساً»، «الله لبنان عون وبس»، مطلقين أبواق سياراتهم، ورافعين شعارات مطالبة ب «الإصلاح والتغيير». ووزعوا سلالاً احتوت على حصرم. وعلقت شاشات كبيرة لنقل وقائع المهرجان، على طول طريق القصر، الذي شهد إجراءات أمنية مشددة للجيش حالت دون وصول الحشود إلى أمامه، ورفع رجال دين من مختلف الطوائف الأذان والصلاة المسيحية في الوقت نفسه. «بداية حلم بالسيادة» وأطل عون عبر شاشة كبيرة من مقره على أنصاره بكلمة قصيرة اكد فيها أن «بناء الوطن يكون باحترام الدستور والميثاق والقوانين، والمشاركة المضمونة والمتوازنة لكل الطوائف من دون كيدية أو عزل أو قهر، ووضع حد للمحسوبيات والاستزلام، واحترام الكفاءات في الاختيار، وعودة معايير الولاء للدولة من دون سواها، وبناء الوطن ومؤسساته يكون على أيدي الأكفياء الذين يترفعون عن المكاسب الشخصية ويتمتعون بأعلى درجات النزاهة والشفافية وبروح العدالة والتجرد». وأشار إلى أن «شهداءنا بذلوا أنفسهم في سبيل أحبائهم ووطنهم، ودافعوا عن أرضنا وأهلنا، فهم رفاق السلاح الذين نفتخر ببطولاتهم ونتألم لفقدانهم، دماؤهم ستبقى منارتنا، وستبقى صوت الضمير الذي يطالبنا بإكمال ما بدأوا ويمنعنا من التوقف حتى تحقيق الحلم»، مكرراً تأكيد أن «أول خطوة لبناء الوطن هي احترام الميثاقية والمشاركة والدستور من دون عزل أو قهر أحد، وبناء الوطن يكون بوضع حد للمحسوبيات، ودعم استقلال القضاء لحماية الناس، وتجديد النخب السياسية من خلال قانون انتخاب صحيح، وأن نعمل لعودة المهاجرين». واعتبر أن «بناء الوطن يكون بالاستماع إلى صرخة الناس، وعبر ورشة عمل مستمرة ومن جميع أبنائه، في العام 93 وبذكرى الاستقلال قلت، أن لبنان في 13 تشرين لم يدفن وأن موسماً متدفقاً أوشك أن ينبت، فأنتم الموسم المتدفق بإيمانكم وثباتكم». باسيل والفساد وسبق باسيل رئيس التكتل بالحديث الى المحتشدين على امتداد الطريق وتقاطعاتها، معتبراً «أنهم أرادوا 13 تشرين نهاية كابوس، إلا أنه كان لنا بداية حلم بالحرية والسيادة، وتحرر لبنان من الوصاية السورية والاحتلال الإسرائيلي، وكان الحلم بعودة الوطن إلى الوطن، وعاد الجنرال عون، وتحرر لبنان من الإقطاع، ودخلنا المجلس النيابي والإدارة وبقيت الرئاسة». ولفت إلى أن «لبنان إذا استقل وأكل الفساد مؤسساته لا يكون وطناً، ولبنان لن يكون من دون ميثاق، فعلينا تنظيفه ليس من النفايات بل من الفساد». ورأى أن «لبنان من دون ميثاق العيش المتساوي بين المسلمين والمسيحيين ليس وطناً»، مشدداً على «أننا نريد وطناً ميزته رسالته وهوية أبنائه التي لا نستبدلها لا بلاجئ ولا بنازح»، وقال: «حلمنا أن يقف العماد عون على شرفة القصر الجمهوري ويهتف «يا شعب لبنان العظيم» ومعه كل قادة لبنان ليعيشوا عيشاً واحداً ويقبلوا الاختلاف ويرفضوا «داعش» ويقتلوه بالفكر ليعيشوا بالوطن». وقال: «حلمنا الكهرباء والمياه والاتصالات الشرعية والضمان والخدمات، وإذا صعدنا الى بيت الشعب سنصبح حالمين وحاكمين، ولن نقبل ببقاء أحد خارج الوطن». وتوجه باسيل إلى عون قائلاً: «إذا صعدت إلى فوق ستصبح أبا كل اللبنانيين وسترفض التفاهمات الثنائية والثلاثية والرباعية وتصبح ضمانة كل اللبنانيين». وأجمع مناصرون لعون على ثقتهم بانتخاب عون رئيساً في جلسة 31 تشرين الأول. وتحدثت سيدة الى محطات التلفزة عن أنها «مسيحية من سورية جاءت ومجموعة من أصدقائها للمشاركة بهذه الذكرى مع الجنرال». وتحدث أقرباء شهداء من الجيش سقطوا في المواجهات مع الجيش السوري عن أن «تحرك التيار اليوم رسالة واضحة بأنه لن يقف إذا لم يلاقونا بايجابية في موضوع انتخاب الرئيس». ولم تغب «القوات اللبنانية» عن الحدث فعلت رايات لها أيضاً، وقال أحد مناصريها: «نشارك لنبقى كلمة واحدة وطول ما نحن كلمة واحدة كي لا يقف أحد في وجهنا لا سلة وغير سلة». مشاركة نواب ووزراء واعتمد نواب «التيار» ووزراؤه في المهرجان أسلوب المهادنة في تصاريحهم، إذ لم يتوانوا عن «التأكيد أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري حليف وأن اليد ممدودة إليه». ولفت وزير التربية الياس بو صعب إلى «أننا اليوم على مفترق طريق». وشدد على «أننا توصلنا إلى تفاهم مع رئيس «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري ولا عودة إلى الوراء»، موضحاً أنه «بقي على الحريري إعلانه الذي هو مقتنع به لأنه يريد إنقاذ لبنان بشراكة حقيقية». وأكد النائب آلان عون «إننا ننتظر شريكاً لبنانياً ولكن ما ينتظره هذا الشريك ليس مسؤوليتنا، ننتظر الحريري حتى يعلن تأييده لترشيح عون والمرتقب في الأيام المقبلة». ورأى النائب سيمون أبي رميا أن «الرجل الذي تفاهم مع «حزب الله» و «القوات» ويتفاهم مع «المستقبل» وحده القادر على أن يتضمن التفاهمات اللبنانية». وسأل نبيل نقولا: «عون يمثل ضمير اللبنانيين والمقاومة فمن غيره قادر على جمع اللبنانيين؟». وأكد النائب ناجي غاريوس أن بري «حليفنا ولا إشكال بيننا، سنتفق سياسياً وسترون كيف سنسير سوية».