اعتبر مصدر خليجي مطلع أن أحداث البحرين الأخيرة «إثبات ملموس للمخاوف التي عبر عنها الرئيس المصري حسني مبارك حول أمن الخليج». وشدد على أن البحرين ودول الخليج الأخرى «واعية تماماً للمحاولات الخارجية لزعزعة أمنها واستقرارها، وستقف بحزم أمام هذه المحاولات التي لا بد من أن تبوء بالفشل». ورأى أنه «لم يعد مقبولاً أبداً أن تقف دول المنطقة مكتوفة الأيدي ومتسامحة أمام الداعين والمخططين لأعمال العنف والشغب، بل والأكثر من ذلك إلى قلب نظام الحكم في هذا البلد أو ذاك». وندد المسؤول ب «التدخلات الخارجية من أي جهة أتت»، ووصفها بأنها «مسؤولة عن التمويل والتخطيط، وكذلك عن نشر شعارات ومعتقدات خاطئة تصب في خانة الاحتقان المذهبي الذي قد تكون نتيجته انقلاب السحر على الساحر، فمنطقة الخليج في مجملها منطقة سنّية، ومنطق خرق العيش المشترك وانتصار المذهبية البغيضة على المواطنة والقومية لن يكون في مصلحة الطائفة الشيعية في النهاية». وأكد أن «الحملات الإعلامية التي تتحدث عن اضطهاد الشيعة في البحرين أو دول خليجية أخرى، ما هي إلا شعارات فارغة من المضمون والحقيقة، لأن هؤلاء يتمتعون بحق العبادة في أوطانهم أكثر مما يتمتع به الإيرانيون في إيران، ثم إن هؤلاء يتمتعون بجميع حقوق المواطنة والضمان الاجتماعي والصحي، وهم يصوتون ويحتلون مواقع في برلمانات دول الخليج التي تعتمد إجراء الانتخابات». غير أنه نبّه إلى أن «الشرخ المذهبي الذي يحاول بعض الدول تعميقه في العراق ولبنان والكويت والبحرين ودول أخرى بدأ يؤثر في مواقع بعض أبناء الطائفة الشيعية، خصوصاً أولئك التابعين في ولائهم لمرجعيات دينية خارجية». وأوضح أن «هناك فئة من أبناء الطائفة تابعة للنجف وأخرى لقم، كما هو معلوم، وهؤلاء لا يسمح لهم بتولي مناصب قيادية في مؤسسات الدولة الحساسة مثل الشرطة والجيش، إضافة الى أن الحقن المذهبي الذي يشهده عدد من الدول والذي تفجر في العراق وصل إلى حد منع مواطنين عرب من المذهب الشيعي تسلم وظائف عادية في بلدان خليجية وعربية لأسباب معروفة». وأشار إلى أن «الكلام العنتري الذي يطلقه (الرئيس الإيراني محمود أحمدي) نجاد عندما يهدد أمن منطقة الخليج إذا ما هوجمت إيران، لا ينفع أمن المنطقة واستقرارها. وكذلك تجدد الكلام عن تصدير الثورة... كأنهم بهذه التهديدات يقولون إن أمن الخليج محصور بأمن إيران، وإذا ما هددت إيران فإننا سنضرب الأمن والاستقرار في الخليج». وقال إنه «يبدو للمراقب أن لإسرائيل وإيران الأهداف نفسها، فهما تسعيان إلى زعزعة جذور ومجتمعات البلدان العربية، وتعملان على شق الصف العربي بكل الوسائل... أليس هذا ما تفعله إيران في لبنان وفلسطين والعراق وحيثما استطاعت». ودافع عن القواعد العسكرية الأميركية في الخليج، معتبراً أن الحديث عنها «مبالغ فيه، والقاعدة الأرضية الوحيدة موجودة في قطر، وفي البحرين هناك قاعدة بحرية. وما يربط دول الخليج ودول غربية هو اتفاقات أمنية لحماية مواطنيها واستقلالها، وهي موجودة منذ سنوات طويلة». لكنه كرر موقف دول مجلس التعاون الخليجي الرافض أيَّ حرب جديدة في المنطقة، داعياً إلى حل قضية الملف النووي الإيراني بالطرق السلمية، «خصوصاً أن المنطقة شهدت حروباً عدة في العقود الماضية نشرت الخراب والدمار والتفكك والأوبئة». بيد أنه شدد على أن «دول الخليج قوية وقادرة على حماية أمنها وسيادتها». وأشاد المسؤول الخليجي بالخطاب الأخير لملك البحرين الشيخ عيسى بن حمد آل خليفة عن أحداث الشغب في بعض مناطق البحرين، معتبراً أنه «عبر عن الموقف الصحيح، لأن عاهل البلاد مسؤول عن أمن أبناء الوطن وحمايتهم». وتساءل: «ماذا كان يتوقع هؤلاء؟ أن تقف الدولة متفرجة عليهم وهم يهددون أمن العباد والبلاد وينشرون التفرقة والبغضاء بين أبناء البلد الواحد؟... الأمن والاستقرار خط أحمر».