أجرى الرئيس التشادي إدريس ديبي مشاروات في العاصمة الألمانية برلين مع زعماء حركات التمرد السودانية الرئيسية في إقليم دارفور، لإقناعهم بالانضمام الى الوثيقة الوطنية التي أقرتها طاولة الحوار الوطني في الخرطوم، بينما اتهمت السلطات متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» بخرق وقف النار ومهاجمة منجم للذهب في ولاية جنوب كردفان. وضم وفد حركات دارفور، رئيس الفصيل الأول ل «حركة تحرير السودان» عبدالواحد محمد نور، وزعيم «حركة العدل والمساواة» الدكتور جبريل إبراهيم، بينما تعذرت مشاركة رئيس الفصيل الثاني في «حركة تحرير السودان» مني أركو مناوي الذي كلف مساعديه بالحضور. وأبلغ الرئيس التشادي قادة حركات دارفور أن لا بديل عن العمل السلمي وليس هناك مجال للعنف أو الحرب، وأنه مستعد لتقريب المواقف بين الحركات والحكومة في الخرطوم. وطالبهم بالمرونة لإحداث اختراق في عملية السلام. ورأى ديبي أن وثيقة الحوار الذي شارك في ختام اعماله، صارت واقعاً يصعب تجاوزه، وأن أمن بلاده التي تستضيف 300 ألف لاجئ دارفوري، يتأثر بما يجري في الإقليم. في المقابل، قال مسؤول التفاوض في «حركة العدل والمساواة» أحمد تقد لسان في تصريح امس إنهم ملتزمون بمواقفهم السابقة من الحوار مع النظام الحاكم، وأضاف: «لسنا طرفاً في حوار الداخل لأنه لا يعبر عن تطلعاتنا ومطالبنا، موقفنا معلن وهو أن يتم حوار شامل بعد لقاء تحضري يرأسه طرف دولي ومن ثم يتم نقاش مستفيض لكل القضايا مع قوى نداء السودان وصولاً لحل شامل». أما عبدالواحد نور فقال في بيان أمس، إنه لن يكون جزء من الحوار مع نظام الرئيس عمر البشير وحلفائه لأنه يكرّس إعادة انتاج النظام وبقائه في السلطة. إلى ذلك، أعلن مسؤول في ولاية جنوب كردفان أن متمردي «الحركة الشعبية – الشمال»، هاجموا منجماً للذهب في منطقة نور الهدى، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من المواطنين وأفراد الشرطة. من جهة أخرى، قال وزير المال السوداني بدر الدين محمود، إن الولاياتالمتحدة وعدت برفع الحظر الاقتصادي الذي تفرضه على السودان منذ عام 1997، قبل نهاية العام. وكشف محمود أنه بحث مع مسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية العلاقات الثنائية والعقوبات على السودان، مشيراً إلى قرب إصدار واشنطن قراراً يسمح باستيراد قطع غيار للقطارات والطائرات. وذكر بعد حضوره الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، أنه التقى بمسؤولين أميركيين وناقش معهم رفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب. وكانت الإدارة الأميركية خففت أواخر أيلول «سبتمبر» الماضي حزمة عقوباتها الاقتصادية عبر السماح بتعاملات مصرفية مع الخارج كانت مدرجة ضمن برنامج الحظر، ما رفع سقف الآمال بإمكان رفع كامل للعقوبات. على صعيد آخر، اندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية في جنوب السودان وقوات التمرد بقيادة ريك مشار قرب مدينة ملكال في أعالي النيل النفطية. وأعلن جيش دولة جنوب السودان إن القتال بين القوات الموالية للرئيس سلفاكير ميارديت ومسلحي المعارضة، أودى بحياة 60 شخصاً على الأقل هذا الأسبوع، ما يزيد المخاوف من احتمال انزلاق أحدث دولة في العالم مجدداً إلى حرب شاملة.