أكد كتاب شباب أن الإبداع لا يعرف صغيراً أو كبيراً، وأن الموهبة تفرض نفسها، موضحين في استطلاع ل«الحياة» أن انحياز معرض جدة للكتاب للشباب في غالبية فعالياته الثقافية للشباب، اعترافاً بقدراتهم وبمشروعية أحلامهم وتطلعاتهم إلى ثقافة جديدة وجادة تعكس حيوية الحراك الثقافي الذي تشهده مدن المملكة. وقال الشاعر سيف المرواني أن الفرصة حينما تسنح للأدباء الشباب «حتماً ستظهر إبداعات آسرة، حتماً ستدهش وترسم مزيداً من البهاء». وقال المرواني: «هناك من الشباب من يشعل قناديل الدهشة، ولكن لا ينال الاهتمام المطلوب. وأعتقد أن هذه البادرة لهي خطوة في سبيل الانطلاق صوب واحات مبهجة، والمفروض أن تمنح لهم الفرصة بدلاً من تكرار الأسماء نفسها في المناشط الأدبية كافة. الشباب هم عماد المستقبل فحين نحويهم ونمنحهم جزءاً من اهتمام المؤسسات الثقافية لهو كفيل بأنهم يملكون ناصية الإبداع، وما أجمل أن تمنح الفرصة للجميع ليظهر ما لديه من إبداع في المجالات كافة فهو بحق دافع كبير لهم». أما الروائية شذا عزوز فتقول إن خيار معرض جدة للكتاب، «اعتراف بأهمية دور الشباب في الفعاليات المشار إليها. كما لا ننكر دورهم الفعال في المناسبات السابقة، ومساندتهم في التنظيم والإشراف والوقوف على أنظمة وأسس الفعاليات والمناسبات، ما يكسبهم خبرة تشكل قوة مستقبلية مهمة في المجال، كما يعبّر هذا عن قدرة وحماسة الشباب، ورغبتهم الواضحة في خدمة الدولة من خلال المشاركة في تلك الفعاليات». في حين، ذكر القاص والكاتب ساعد الخميسي أنها «تجربة جديدة وجادة تسير نحو التغيير، فمنذ كانت معارض الكتب ومهرجانات الثقافة لا تنهض فعالياتها إلا على النخب المثقفة، وهذا لاشك فيه، هو انحسار إلى حد ما في الوعي المعرفي الذي يعوّل في تكونه وامتداده على الشباب». وقال الخميسي: «بالفعل هو اعتراف لا بالقوة الناعمة للمستقبل بل هو اعتراف للطاقة والقوة الداعمة لمستقبل الثقافة، فحينما تضج الدماء الواعدة في أروقة المعارض تنظيماً وحراكاً فاعلاً لاسيما في أن المنتج يتسم بالجدية والاختلاف»، مشير إلى أن الثقافة لم تعد بكل محتوياتها «تتكئ على مزاعم الهواية والموهبة الفطرية بقدر ما تتسامى معطياتها بالاحتراف والإلحاح والعمل الدؤوب. ولعل في هذا الاستحواذ الشبابي ما يحملنا على الاستبشار والتفاؤل بطليعة ثقافة أكثر تأثيراً، وأكثر تواصلاً وإدارة». إلى ذلك، كانت إدارة معرض جدة للكتاب أعلنت قبل أيام دخول خمس دول جديدة ميدان المنافسة هذا العام، وهي باكستان وعُمان وألمانيا وماليزيا والصين، لتضاف مع دول المملكة، والكويت، والأردن، ولبنان، ومصر، وتونس، والمغرب، وتركيا، وبريطانيا، والإمارات، والولايات المتحدة الأميركية، وكندا، والسويد، والسودان، والجزائر، وفلسطين، والهند، وإيطاليا، والبحرين، واليمن، والعراق، مؤكدة أن النسخة الثانية لمعرض جدة وهي تحصد 26 دولة خليجية وعربية وإسلامية وعالمية يستحوذ خلالها الشباب على الحصة الكبرى من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والعلمية وبالأخص الفئات العمرية من 17-25 عاماً عبر إثراء معارفهم ونشر الوعي والثقافة في ربطهم بالكتاب وتشجيعهم على المزيد من القراءة، إضافة إلى الاحتفاء بالكتاب والمهتمين به لإثراء الحركة الفكرية والمعرفية والاهتمام بالأدب والمثقفين وشرائح المجتمع كافة وربطهم بثقافة الكتاب. وكثفت اللجان المشاركة في معرض جدة الدولي الثاني للكتاب وبتوجيهات من محافظ جدة رئيس اللجنة العليا للمعرض الأمير مشعل بن ماجد أعمالها استعداداً لإطلاق فعاليات المعرض خلال الفترة من 15-25 كانون الأول (ديسمبر) 2016 على أرض الفعاليات في أبحر الجنوبية وذلك بعد أن تم زيادة المساحة المحددة للمعرض ل26 ألف متر مربع . وكشفت الإدارة أن الموقع المخصص للمعرض تم تزويده بالإضاءات المتنوعة لتضفي على الحدث شكلاً جمالياً مميزاً، وتجهيز 100 شاشة إلكترونية تفاعلية داخل صالة عرض الكتب تمكن الزائرين من البحث عن عناوين الكتب وأماكن وجودها مدعمة بالخرائط الإرشادية التوضيحية لدور النشر والمؤلفين. وأشارت إلى زيادة عدد البوابات الرئيسة في المعرض لست بوابات لاستيعاب الأعداد الكبيرة من مرتادي المعرض من داخل المملكة وخارجها، إذ ستكون مختلف شرائح المجتمع أمام تنوع في فعاليات المعرض سواءً كانوا مثقفين أم كتاباً أم أفراد الأسرة كالمرأة والطفل والتي تتضمنها الفعاليات المصاحبة من محاضرات وندوات ثقافية وأدبية وورش عمل ذات العلاقة بالثقافة وصناعة النشر ومستقبلها والأمسيات الشعرية والقصصية والفعاليات الثقافية للأم والطفل والعروض المسرحية. يذكر أن عدد عناوين الكتب تجاوزت المليون عنواناً في النسخة الماضية للمعرض في شتى النواحي المعرفية سواءً كانت ثقافية أم أدبية أم علمية أم اجتماعية أم اقتصادية، وتصدرت كتب وقصص الأطفال اهتمامات أكثر من 100 دار نشر، والتي عمدت إلى تنويع طريقة عرضها مخاطبة ذوق وميول هذه الشريحة تجاه الكتاب ومحتوياته المختلفة.