اندلعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة المصرية وطلاب مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة «الإخوان المسلمين» قرب وزارة الدفاع وفي مدينة نصر شرق القاهرة أمس، فيما وقعت مواجهات بين قوات من الجيش والشرطة من جهة ومسلحين من جهة أخرى في مناطق متفرقة في سيناء مساء أول من أمس استمر بعضها ساعات حتى فجر أمس. وكان مئات من أنصار مرسي من طلاب جامعة عين شمس القريبة من وزارة الدفاع في القاهرة نظموا مسيرات داخل الحرم الجامعي وحطموا بوابات كليات عدة، قبل أن يشتبكوا مع الأمن الإداري، فيما كانت قوات الشرطة تتمركز أمام بوابات الجامعة. ورشق الطلاب الشرطة بالحجارة والألعاب النارية من داخل الجامعة لترد الشرطة بقنابل الغاز. وأغلقت القوات شارع الخليفة المأمون الرئيس بعدما انتقلت الاشتباكات إلى الشارع. وبدأت في مطاردة الطلاب داخل الحرم الجامعي الذي اقتحمته بمدرعات وفرقت الطلاب بقنابل الغاز وألقت القبض على عدد منهم، قبل أن تستقر الأوضاع مجدداً. وفي جامعة الأزهر في حي مدينة نصر نظم طلاب مؤيدون لمرسي مسيرات طافت الجامعة، قبل أن تخرج إلى شارع رئيس لتفرقها قوات الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع. وبدت الاشتباكات محدودة. ونظمت طالبات مؤيدات لمرسي مسيرة في كلية الدراسات الإنسانية في جامعة الأزهر، وهتفن ضد الجيش والشرطة، قبل أن تخرجن إلى شارع رئيس في حي مدينة نصر، فتصدت لهن قوات الشرطة وفرقتهن بقنابل الغاز المسيل للدموع. وفي سيناء، اندلعت اشتباكات بين جماعات مسلحة وقوات تابعة للجيش والشرطة مساء أول من أمس وفجر أمس في أكثر من موقع، إذ هاجم مسلحون مجهولون تمركزاً أمنياً عند مقر النيابة العسكرية قرب قسم شرطة ثان العريش، وأطلق آخرون النار صوب حاجز عسكري في الشيخ زويد، وعلى قوة أخرى قرب مدينة العريش في شمال سيناء. وقال مسؤول عسكري ل «الحياة» إن مجموعة من المسلحين استهدفت مساء أول من أمس قوات تابعة للجيش والشرطة في منطقة الشيخ زويد واستمرت المواجهات حتى فجر أمس. كما قامت مجموعة مسلحة بإطلاق النار صوب عدد من ناقلات جنود الأمن المركزي أثناء عودتها إلى مدينة العريش، فبادلتها القوة إطلاق النار. وتعرض قسم شرطة الشيخ زويد إلى إطلاق نار من قبل مسلحين قرب مقر النيابة العسكرية. وأوضح أن «الجماعات المسلحة تستهدف إثبات وجودها على الأرض عقب الضربات المتلاحقة التي تلقتها من الجيش والشرطة خلال الفترة الماضية»، مشيراً إلى «قرب إعلان سيناء خالية من الإرهاب». وأعلن الناطق باسم الجيش العقيد أحمد علي إن عناصر من الجيش والشرطة «دهمت بؤراً إرهابية عدة في مناطق في الشيخ زويد ورفح، وقتلت 3 من العناصر التكفيرية أثناء محاولتهم الهجوم على أحد المكامن الموجودة في الشيخ زويد، وألقت القبض على 4 من العناصر التكفيرية خلال متابعتهم تحركات القوات في الشيخ زويد». وقال مصدر عسكري إن إجمالي عدد أنفاق التهريب إلى غزة التي تم تدميرها من جانب قوات حرس الحدود بالتعاون مع وحدات المهندسين العسكريين بلغ 1509 أنفاق. وأضاف أن «قوات الجيش واصلت ضرباتها الناجحة ضد الخارجين على القانون والتصدي لأعمال التهريب والعناصر الإجرامية التي تستهدف المساس بالأمن القومي على الاتجاهات الاستراتيجية كافة وتمكنت من ضبط 4 أفراد بينهم 3 فلسطينيين ومصري عثر في حوزتهم على أجهزة اتصالات وعملات أجنبيه أثناء تسللهم عبر الحدود في سيناء». وفي جنوب مصر، ألقت عناصر حرس الحدود في المنطقة الجنوبية العسكرية القبض على اثنين من المهربين أثناء قيامهما بإضرام النيران في سيارة نقل صغيرة رباعية الدفع محملة بكمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المخدرة، بعد أن رصدتهم إحدى دوريات حرس الحدود في منطقة «شوشة الخادم» في بحر الرمال. وتم ضبط 4 بنادق قناصة و4 بنادق آلية و 142 بندقية خرطوش و950 ألف قرص مخدر و750 كيلوغراماً من مخدر الحشيش. من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات القاهرة أمس إرجاء محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و14 متهماً آخرين من أعضاء «الإخوان» إلى اليوم، في اتهامهم بارتكاب جرائم القتل والتحريض على قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية الرئاسي في مطلع كانون الأول (ديسمبر) 2012، على خلفية التظاهرات الحاشدة التي اندلعت رفضاً للإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره مرسي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 وحصن بموجبه قراراته من الطعن عليها. وجاء قرار الإرجاء لاستكمال سماع أقوال شهود الإثبات، إذ ستستمع المحكمة إلى ثلاثة من ضباط قسم شرطة مصر الجديدة مع استمرار الإبقاء على سرية الجلسات وحظر النشر فيها. ومن أبرز المتهمين في القضية إلى جانب مرسي نائب رئيس ديوان الرئيس السابق أسعد الشيخة ومدير مكتب الرئيس السابق أحمد عبدالعاطي والمستشار الأمني للرئيس السابق أيمن هدهد والقياديان في الجماعة محمد البلتاجي وعصام العريان. واستمعت المحكمة أمس إلى شهادة وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين. إلى ذلك، سلمت النيابة العامة ملف قضية تنظيم المرتبط بتنظيم «القاعدة» والذي يضم 68 متهماً يتصدرهم محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، إلى محكمة استئناف القاهرة، لتحديد إحدى دوائر محكمة الجنايات لبدء المحاكمة. وتضمن قرار الاتهام استمرار حبس 50 موقوفاً وأمر بضبط وإحضار 18 فاراً بتهم «إنشاء وإدارة تنظيم إرهابي يرتبط بتنظيم القاعدة، يستهدف منشآت الدولة وقواتها المسلحة وجهاز الشرطة والمواطنين الأقباط، بأعمال إرهابية بغية نشر الفوضى وتعريض أمن المجتمع للخطر». وأظهرت تحقيقات النيابة أن الظواهري «كلف عدداً من المتهمين، بالسفر والتسلل إلى سورية والاشتراك في العمليات العسكرية ضمن فصيلة الطائفة المنصورة في تنظيم الدولية الإسلامية في العراق والشام (داعش)». وأكدت التحقيقات أنه «في أعقاب عزل مرسي، أعطى الظواهري تكليفات إلى مقاتليه ضمن صفوف داعش بالعودة إلى مصر للمشاركة مع عناصر التنظيم في الإعداد وتنفيذ العمليات العدائية تجاه قوات الجيش والشرطة في مصر، كما كلفهم بالعمل على تدبير كميات من الأسلحة والمواد المفرقعة لتنفيذ تلك العمليات». وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن أجهزة الأمن اعتقلت متهماً في القضية شارك في القتال الدائر في سورية، بتهمة «الإعداد لتنفيذ عمليات إرهابية داخل البلاد». وأضافت أن النيابة العامة في محافظة السويس قررت حبس وائل أحمد عبدالفتاح 15 يوماً على ذمة التحقيقات، مشيرة إلى أنه «متهم أيضاً بالتنسيق مع جماعات تكفيرية لشن هجمات إرهابية». ولفتت إلى أن عبدالفتاح (38 سنة) وهو موظف سابق في شركة بترول قاتل في سورية ضمن صفوف «جبهة النصرة» المرتبطة ب «القاعدة». ونقلت عن مصدر أمني أن «الإرهابي المضبوط كان غادر مصر قبل عامين إلى سورية وانضم إلى جبهة النصرة في سورية وقاتل في صفوفهم وعاد إلى مصر خلال الفترة الماضية من أجل تنفيذ عمليات عدائية داخل البلاد. وتم ضبط مستندات وصور لأماكن داخل مصر كهدف لهجماته الإرهابية».