فيما تجري الاستعدادات لأقامة الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، بهدف حمايتهم من الإيذاء الذي وجه بإقامته ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، تُظهِر الدراسات واقعاً مؤلماً، إذ توضح أن 10 في المئة من الأطفال في المملكة تعرضوا للتحرش بمختلف أشكاله، فيما زادت مواقع التواصل الاجتماعية من حالات الاعتداء الجنسي. وبحسب دراسة لبرنامج الأمان الأسري الوطني، فإن الأرقام المعلنة على رغم أنها صادمة وقاسية إلا أنها لا تعبّر عن واقع تلك الظاهرة، إذ تكمن المشكلة الرئيسة في التحرش بالأطفال في عدم الكشف عن تلك الجرائم، بسبب ثقافة العيب والخوف من الفضيحة، خصوصاً مع تزايد نسبة التحرش بالأطفال بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، لا سيما مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، وما يزيد من خطر المشكلة أن غالبية المعتدين على الأطفال هم أشخاص بالغون ومعروفون في محيط الطفل. هذا الوباء المعروف بالتحرش دعا المملكة إلى سن نظام يعاقب المتحرشين، بالسجن والغرامة أو بالعقوبتين معاً، علاوة على نشأة جمعيات ومؤسسات تحارب التحرش الجنسي بالأطفال، وأطلقت حملات توعية للحد من هذه الظاهرة الخطرة، بهدف استئصالها من المجتمع السعودي. وترصد «الحياة» في هذا التحقيق أرقام التحرش بالأطفال في المملكة، وتعريفه، ودور مواقع التواصل الاجتماعي في زيادة نسبته، والقوانين التي تكافحه، ومبادرات التوعية بشأنه.ويأتي المؤتمر انطلاقاً من ريادة المملكة في مجالات حقوق الإنسان بشكل عام، والطفل في شكل خاص، ويعتبر تحدياً لمواجهة محاولات الاستغلال الجنسي للأطفال، التي تواجه المجتمع والسلطات الأمنية. وسيشارك في الملتقى الذي تستضيفه الرياض منتصف شهر صفر المقبل أكثر من 15 جهة، منها منظمات وهيئات دولية كالإنتربول، وجمعيات وطنية وإقليمية مختصة. المنيف: غالبية المتحرشين بالغون ومن الأقارب. مواقع التواصل الاجتماعي رفعت معدل الاعتداء الجنسي. التحرش يشمل القول والفعل والإشارة. مبادرة «كفى بي» لإنقاذ الأطفال.