أكد وزراء الثقافة الخليجيين أنهم يعولون على المؤسسات الثقافية الخليجية بأن تقوم بدورها في مواجهة هذه التحديات، لاسيما أن المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون ركز على تعزيز الهوية الخليجية. وشدد وزير التجارة والاستثمار وزير الثقافة والإعلام بالنيابة الدكتور ماجد القصبي على أهمية الاجتماع الدوري ال22 لوزراء الثقافة في دول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد أمس في الرياض، مشيراً إلى أن اللقاء يعد «فرصة ثمينة لتقويم العمل خلال السنة الماضية، ووضع الخطط والبرامج للمرحلة المقبلة التي تشهد فيها المنطقة تحديات كبيرة، ويعول على المؤسسات الثقافية الخليجية بأن تقوم بدورها في مواجهة هذه التحديات، لاسيما أن المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون ركز على تعزيز الهوية الخليجية». وأوضح القصبي أن المؤسسات الثقافية «معنية في المقام الأول بتعزيز الهوية الخليجية متسلحة بثقافة وإرث كبيرين، لمواجهة التطرف والإرهاب الذي يواجه المنطقة»، مؤكداً أن دول المجلس هي امتداد لبعضها البعض، وأن التعاون والتآخي بينها قولاً وعملاً ليس وليد اليوم، وإنما يبرز إبان الحقب العصيبة لمواجهة كل هذه التحديات. وقال القصبي: «إن دول المجلس ينبوع الخير والإحسان ودعوات السلام في محيطها العربي والإقليمي، كما أنها تتصدى بكل حزم واقتدار لكل محاولات العبث بمقدراتها وأمنها، ولعل في عاصفة الحزم التي جاءت لنصرة الأشقاء في اليمن التي قادتها المملكة بمؤازرة من أشقائها؛ دلالة على الدور الذي يقوم به المجلس في الوقوف في وجه التحديات العسكرية والثقافية التي تستهدفه»، داعياً الأمين العام للمجلس إلى أن يقوم قطاع الثقافة في دول الخليج «بتحديث الاستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون التي تنتهي في عام 2018 وصياغتها برؤية متطورة فكرياً تنشد السلم والوئام الاجتماعي، وترى التوافق بين الأصالة والحداثة وبين الإيمان والعلم، وتخاطب الأجيال المقبلة بأطر ووسائل تتناسب مع ما تشهده وسائل الاتصال من طفرة تقنية في الأساليب والمحتوى، وأن تتخذ من شعار تعزيز الهوية الخليجية أسساً تنطلق منها في رؤيتها الجديدة». في حين ثمن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، في كلمة له خلال الاجتماع، جهود وزراء الثقافة الخليجيين «لتعزيز التواصل بين مؤسسات الثقافة في دول المجلس»، مشيداً بندوة تعزيز الهوية الخليجية التي أقيمت في أيلول (سبتمبر) الماضي في الكويت «وخرجت بأفكار ومقترحات مهمة جداً من شأنها تحقيق نجاحات كبيرة على مستوى العمل الثقافي الخليجي المشترك». وقال الزياني: «إن المنطقة في هذا الوقت تحتاج لمواجهة الأفكار المتطرفة المهددة للنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية في دول خليجنا الحبيب بسبب دعوتها للفرقة»، داعياً إلى شد العزم لمواجهة هذا التحدي متسلحين بثقافتنا وأفكارنا وإرثنا»، منوهاً بجدول الأعمال المطروح على طاولة وزراء الثقافة، متطلعاً إلى نتائج جيدة تضمن تحقيق أهداف مجلس التعاون الخليجي. إلى ذلك ناقش وزراء الثقافة في جلسة مغلقة، جدول أعمال الاجتماع، الذي اشتمل على خطة الأنشطة الثقافية المشتركة لعامي 2017 - 2018، وتغطية البرامج الثقافية من خلال مجلة المسيرة، وإنشاء معرض دائم للفنون التشكيلية وإدراج الأنشطة الثقافية على موقع الأمانة العامة لمجلس التعاون، ودرس مشروع البرنامج الثقافي داخل دول المجلس والتعاون المشترك مع الأردن والمغرب، ومركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية، وتعزيز الهوية الخليجية والندوة التقييمية للاستراتيجية الثقافية. وشهد الاجتماع تكريم 18 مبدعاً ومبدعة في مجالات الثقافة والمعرفة والفنون من مختلف دول الخليج، بواقع ثلاثة مبدعين من كل دولة، نظير جهودهم في خدمة وتوعية مجتمعاتهم. ووصف الزياني هؤلاء المكرمين «بأنهم كوكبة في مجتمعاتهم ونماذج مضيئة على مستوى الخليج والوطن العربي»، مشيراً إلى أن هناك عزماً ونية لزيادة عدد المكرمين. وشدد المكرمون في كلمة ألقتها نيابة عنهم الكاتبة السعودية كوثر الأربش على أهمية الجائزة بالنسبة لهم، موضحين أنها تمثل محفزاً لبذل كل ما يستطيعون لخدمة مجتمعهم الخليجي. وأكد المكرمون عمق الروابط بين شعوب مجتمعهم الخليجي، وتوطيد ولائهم لقادة مسيرة دول مجلس التعاون الخليجي، الذين يسعون ويبذلون ما في وسعهم لحماية هذه المنطقة وأبنائها من المتربصين بها. وقالت الأربش: «أعبر عن فرحي كوني صوتاً لجميع المكرمين في هذا اليوم، فالإبداع هو السبب الرئيس لحضورنا». وفي ختام حفلة التكريم تسلم المكرمون شهادات تقدير، وما يعادل 50 ألف ريال لكل مكرم من دولته، وميدالية ذهبية من الأمانة العامة للمجلس. أما المكرمون فهم: الشاعر حبيب الصائغ والروائي علي أبو الريش والمسرحي أحمد الجسمي (الامارات) والفنان التشكيلي خليل الهاشمي والمطرب إبراهيم حبيب والناقدة الأدبية ضياء الكعبي (البحرين) والممثل محمد الطويان والفنان التشكيلي محمد المنيف والكاتبة كوثر الأربش (السعودية) والشاعر سالم الكلباني والباحث علي الشحري والروائية فاطمة الشيدية (عمان) والشاعر حمد النعيمي والممثل المسرحي علي المحمدي والروائي عبدالعزيز آل محمود (قطر) والمطرب الراحل إبراهيم صولة والروائي سعود السنعوسي والروائية باسمة العنزي (الكويت).