اتخذ عدد من أثرياء العالم خطوة إيجابية عبر تبرعهم بممتلكاتهم وثرواتهم كافة إلى جمعيات خيرية، خلافاً لآخرين فضّلوا الاحتفاظ بجزء من تلك الثروات والتبرع بالجزء الآخر لدعم قضايا اجتماعية. ونشر موقع sympatico الكندي أخيراً، قائمة تضم أبرز 10 أثرياء تبرّعوا بكامل ثروتهم لمصلحة مؤسسات خيرية، من بينهم المخرج والممثل السينمائي الأميركي توم شادياك، الذي عاش حياة الأغنياء والمشاهير في هوليوود. وبعد تعرّض شادياك لإصابة خطرة في حادث مروّع، قرر التبرّع بثروته للأعمال الخيرية، وافتتح ملجأً للمشردين في ولاية فرجينيا، وباع قطعة أرض يملكها تبلغ مساحتها 17 ألف قدم مربعة، وانتقل للعيش في منزل متنقل مساحته 1100 قدم مربعة، في كاليفورنيا. أما مدرس الموسيقى الكرواتي فرانو سيلاك، الذي يزعم نجاته من الموت المحتم سبع مرات، فتبرع بثروته لأصدقائه وعائلته، بعدما رَبح مليون دولار في جائزة اليانصيب العام 2003، بعد يومين من إتمامه عمر ال73 عاماً. ولُقب سيلاك ب «الرجل الأكثر حظاً في العالم» بعد نجاته من حوادث كان آخرها السقوط من الطائرة. واشتهر الصحافي الأميركي الراحل بيرسي روس، بأعماله الخيرية، إذ قدم أكثر من ألف دراجة هوائية كهدية للأطفال خلال موسم عيد الميلاد، فضلاً عن إعطائه أكثر من 30 مليون دولار لأشخاص محتاجين، فيما أبقى مبلغ مليوني دولار لعائلته. وقدّم المليونير ورجل الأعمال النمسوي ومؤسس منظمة "ماي مايكرو كريدت" غير الربحية كارل رابيدر، ثروته البالغة 5.5 مليون دولار للجمعيات الخيرية، فضلاً عن مساعدته الأيتام وتمويلهم في الأمريكيتين الوسطى واللاتينية لإنشاء مشاريعهم الخاصة. وكان المليونير البريطاني جوناثان بيدلي، الذي عاش حياة الترف والرفاهية، قد تبرع بثروته كافة، والتي تبلغ مليوناً ونصف المليون دولار، بعدما تعرض في العام 2002 لحادث سيّر إثر تناوله المشروبات الكحولية، ما أدخله في غيبوبة لمدة ستة أسابيع. وبدأ لاحقاً في العمل بدارٍ للأيتام في أوغندا. وقال بيدلي :"كنت أعيش حياة أنانية جداً وأسعى الى جني المال". وقرّر البليونير الصيني الراحل يو بانغ لين، وهو في الثمانينات من عمره، التبرّع بثروته التي تقدر ب470 مليون دولار، لمصلحة المؤسسات الخيرية، ولم يُورث ابنه المال لأنه كان يريد منه أن يعرف قيمة تلك الثروة وأن يشعر مع الفقراء. أما المدرس الأميركي زيل كرافينسكي، فلم يعش حياة الرفاهية منذ الصغر، وبدأ بإنشاء عمله الخاص، وبعد فترة من الزمن وجد نفسه ثرياً، ووصلت ثروته إلى 45 مليون دولار. وفي العام 2001، بدأ بالتبرع بأمواله وأراضيه لمختلف الجمعيات الخيرية، فضلاً عن تبرعه بإحدى كليتيه لامرأة لا يعرفها. ويعتبر رجل الأعمال الإرلندي تشاك فيني، المؤسس المشارك لشركة "السوق الحرة للمتسوقين"، أحد أكبر المتبرعين في المجال الخيري ودعم العمل الإنساني، ومؤسس منظمة "The Atlantic Philanthropies"، التي تعتبر واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية الخاصة في العالم. ويملك فيني ثروة مالية تقدر بأكثر من 6.3 بليون دولار، بينما لا يملك سيارة ويتنقل بواسطة الدراجة ويستخدم مترو الأنفاق. وهو يعيش في شقة مستأجرة، ويرتدي ساعة يد لا يتجاوز سعرها ال15 دولاراً. ويفضل المطاعم الشعبية عن تلك الفخمة. ولم تخل حياة رجل الأعمال يفغيني بوشندو من العثرات، إذ استطاع أن يحقق حلمه بعد تفكك الاتحاد السوفياتي في العام 1990، وأنشأ مصنعاً للملابس في مدينة فلوديفوستك وأصبح لديه 50 عاملاً، لكنه بعد مدة بسيطة شعر بفراغ. وفي أحد الأيام، جمع بوشندو أصدقاءه وأعطاهم مفاتيح مصنعه، معلناً رغبته في أن يصبح راهباً ويحج إلى مدينة القدس، وخلال ثلاث سنوات قطع بوشندو مسافة 15 ألف كيلومتر مشياً على الأقدام ليصل إلى وجهته. وواجه صعوبات عدة تمثلت في اشتباه السلطات به وسوء الأحوال الجوية، لكنه لفت إلى أن إيمانه أعطاه الشجاعة ليكمل حلمه. وأخيراً، استطاع رجل الأعمال البريطاني براين بورني، أن يساعد الجمعيات الخيرية بعد إصابة زوجته بسرطان الثدي، وأسس جمعية خيرية لمرافقة مرضى السرطان ونقلهم إلى المستشفيات الخاصة، فضلاً عن بيعه منتجعاً صحياً وفندقاً ضخماً لمساعدة المحتاجين.