أعلن الرئيس السوداني عمر البشير اليوم (الإثنين) تمديد وقف إطلاق النار لشهرين في ثلاث مناطق تشهد نزاعات بين القوات الحكومية والمتمردين وحيث أسفرت المواجهات عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين على مدى سنوات. وجاء الإعلان في ختام حوار بين أحزاب سودانية دعا إليه الرئيس السوداني في كانون الثاني (يناير) 2014 ولكنه بدأ في تشرين الأول (أكتوبر) 2015. وفي حزيران (يونيو) الماضي أعلن البشير وقفاً لإطلاق النار من طرف واحد في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال البشير في خطابه أمام الجلسة الختامية للحوار الوطني «تكريماً لهذه المناسبة أعلن اليوم تمديد وقف إطلاق النار حتى نهاية العام». والهدف من الحوار حل النزاعات في البلاد وأزماتها السياسية والاقتصادية ولكن قوى المعارضة الرئيسة قاطعته إضافة للمجموعات التي تحمل السلاح ضد الحكومة. وحضر الجلسة الختامية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التشادي إدريس ديبي. وعرضت في الجلسة الختامية وثيقة دعيت «الوثيقة الوطنية» التي وقع عليها حزب البشير وبعض أحزاب المعارضة الصغيرة التي شاركت في الحوار. وأشارت الوثيقة إلى صياغة دستور دائم للسودان الذي يعتمد اليوم دستوراً انتقالياً تم تبنيه استعداداً لانفصال جنوب السودان في العام 2011. وأضاف البشير «أدعو الذين لم يوقعوا على هذه الوثيقة أن لا يفوتوا هذه الفرصة التاريخية بالتوقيع عليها، وهذه الوثيقة اتفاق على أن لا أحد سيستخدم العنف بعد اليوم لأسباب سياسية». وبدأ القتال في هذه المناطق السودانية بدعوى تهميشها. وهدأت المعارك الدائرة منذ العام 2011 في النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ حزيران بسبب موسم المطر، لكن القتال استمر في منطقة جبل مرة وسط دارفور بين القوات الحكومية و«حركة تحرير السودان» جناح عبد الواحد نور. واتهمت «منظمة العفو الدولية» الشهر الماضي القوات الحكومية باستخدام أسلحة كيماوية في جبل مرة ما أدى إلى مقتل حوالى 250 شخصاً الأمر الذي نفاه مسؤولون حكوميون. وأسفر النزاع عن مقتل 300 ألف شخص في دارفور وفق الأممالمتحدة وتشريد حوالى 2.5 مليون شخص.