دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته لدى إعلان انطلاق المفاوضات في البيت الابيض مساء أول من أمس، الإسرائيليين إلى تنفيذ التزاماتهم، خصوصاً وقف الاستيطان، لكنه أكد أن هذا الطلب ليس شرطاً مسبقاً للتفاوض. وقال: «نؤكد باسم منظمة التحرير الفلسطينية أننا سنعمل بكل تصميم وجدية ونية صادقة من أجل إنجاح هذه المفاوضات، ونجدد التزامنا بتنفيذ كل ما ترتب علينا من التزامات، وندعو الجانب الإسرائيلي إلى تنفيذ التزاماته، خصوصاً وقف الأنشطة الاستيطانية كافة». غير أنه أشار إلى أن «الدعوة إلى تنفيذ الالتزامات وكذلك رفع الحصار المفروض على غزة وإنهاء الإغلاق والحواجز التي تخالف حق الحياة والتحرك، لا تشكل شروطاً مسبقة وإنما هي تنفيذ لتعهدات والتزامات سابقة، وسنبذل كل جهد ممكن وبلا كلل أو ملل، كي تصل إلى غايتها وأهدافها في معالجة جميع القضايا، قضايا المرحلة النهائية: القدس، واللاجئون، والمستوطنات، والحدود، والأمن، والمياه، ومن ثم الإفراج عن جميع المعتقلين، بغية تحقيق السلام الذي تتوق إليه شعوب منطقتنا». وحرص على توضيح أن الدعوة إلى المفاوضات هدفها «التوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني - إسرائيلي حول قضايا الوضع النهائي كافة خلال عام، واستناداً إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي». وأضاف: «نتقدم نحو إطلاق هذه المفاوضات ونحن مدركون للمصاعب والمحاذير والعقبات التي تقف أمامنا ومستوعبين دروس التجارب السابقة». واعتبر أنه «آن أوان صنع السلام، وآن أوان إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، ونيل الشعب الفلسطيني الحرية والاستقلال والعدالة، آن الأوان أن تقوم دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة إلى جانب دولة إسرائيل، آن الأوان لوضع حد نهائي للصراع». وتوجه إلى نتانياهو قائلاً: «لا نريد إطلاقاً أن تراق قطرة دم، لا من الإسرائيليين ولا من الفلسطينيين، نريد سلاماً بينهم وعيشاً طبيعياً بينهم... دعنا نوقع اتفاقاً نهائياً للسلام وننهي حقبة طويلة من الصراع وإلى الأبد».