يخطئ من يقول إن إعتزال لاعب ما للعبة ما، مرتبط بعمر اللاعب، وإن من تجاوز الثلاثين من عمره بأيام فقط، عليه أن يترك الفرصة لغيره، فإما أن يعتزل، وإلاّ فإنه سيعزل...! حالات كثيرة تمرّ أمامنا في كل موسم، حتى إن اللاعب أصبح لديه هاجس كبير يحدثه عن مستقبله، ومدى رغبة الناس في استمراره في الملاعب من عدمه إذا تجاوز سن السابعة والعشرين..! لكن هذه الحالات تتولد لدى بعض اللاعبين غير الجادين فهذه النوعية من اللاعبين غير منظمين في حياتهم، وترى بعضهم وهو لم يكمل سن العشرين، وكأنه قد تجاوز الأربعين من العمر من ثقل حركته وعدم جديته، إلا أن لاعباً واحداً، هو قائد فريق نجران وهدافه الحالي ونجم فريق الاتحاد سابقاً وأحد أبرز هدافيه منذ عام 1996 وحتى نهاية عام 2007، الحسن اليامي كسر هذه القاعدة، وبرهن على أن اللاعب «المنضبط» و«الملتزم» سيبقى نجماً مطلوباً حتى ولو شارف على الأربعين. ولد الحسن اليامي في آب (أغسطس) من عام 1972، وأكمل في آب (أغسطس) الماضي ثمانية وثلاثين عاماً، قضى منها في ملاعب كرة القدم 21 عاماً، ولازال يؤكد أنه من فصيلة اللاعبين الذين تزيدهم سنوات العمر حضوراً ملفتاً وعطاء متجدداً. قرر هذا النجم «الأربعيني» في نهاية الموسم الماضي أن يضع حداً لعلاقته بكرة القدم والملاعب الرياضية، واختار الوقت والزمان، ولكنه ونزولاً عند رغبة أمير منطقة نجران، الأمير مشعل بن عبدالله، ومحبيه كافة تراجع عن قراره. تابعته في هذا الموسم، فوجدت الحسن اليامي 2010، هو الحسن في بداية الألفية وحتى منتصفها، يوم كان غزالاً في فريقه الاتحاد، وإن تحول الآن إلى مقاعد البدلاء، وهذا شيء طبيعي لتقدمه في العمر، ولكنه يفعل في دقائق مالا يفعله من هم في نصف عمره في تسعين دقيقة..! وفي مباراة فريقه نجران الأخيرة مع الأهلي، والتي كسبها نجران بهدفين في مقابل هدف واحد، كان هو صاحب الهدف الأول، وهو هدف لا يسجله إلا هذا اللاعب، وعاد أيضاً ليتسبب في ركلة جزاء لصالح فريقه، إنه بحق لاعب «أنموذج»، فهو من فصيلة اللاعبين الكبار الذين يمتازون بالدهاء والمكر والذكاء والإخلاص لفريقه والتفاني داخل الملعب، علاوة على روح الشبان، وفوق ذلك موهبة امتزجت بحبه لكرة القدم، وهذا هو السر الحقيقي للاعب سعودي يكاد يكون الوحيد الذي لا يملك قرار اعتزاله..! ما أشبه الحسن اليامي، بنجم مانشستر يونايتد الكبير رايان غيغز ، فهما متقاربان في السن، ولازالا يحوزان على ثقة مدربيهما، التونسي مراد العقبي والسير أليكس فيرغسون، وكلاهما يشركه مدربه في الحصة الثانية من المباراة، ولكنهما لاعبان لا يملهما المشاهد...! فشكراً ل«الحسن اليامي» وشكراً ل«رايان غيغز»، ورجاء لا تعتزلا. [email protected]