ابتسامة عريضة، تعلو وجهاً فتياً على رغم زحف السنين إلى تقاسيمه. يستقيم عندما يعرفونه بمجموعة من الصحافيين اللبنانيين، مؤكداً حنينه البالغ إلى الوطن الذي عُرف ب «سويسرا الشرق». اعوامه ال 68 لم تحل دون وجوده في المكان «الأحب الى قلبه»، يجلس في أحد المكاتب يتابع بعض الاجتماعات السريعة، هو من بات يعرف بسفير بياجيه إلى العالم، مع أنه يحب لقب «حارس المعبد». هو إيف بياجيه ابن الجيل الرابع للعائلة العريقة، آخر العمالقة، على رغم أن الشركة باتت ملكاً ل «ريشمون»، منذ أكثر من عشرين سنة. «مزارع بسيط، ومتواضع، أعشق الساعات، وأشغف بحركتها»، بهذه الكلمات يعرّف إيف بياجيه عن نفسه. يؤمن أن «ذاكرة التاريخ تساعد في كتابة المستقبل»، من دون أن يخفي حزنه على عدم اهتمام ولديه بعالم الساعات. اختيارهما خطاً مغايراً لعائلة بياجيه، اضطره إلى التخلي عن إرث العائلة، وإن بقي متربعاً على عرشه الديبلوماسي، فجاب العالم يحمل اسم عائلته عالياً. «العبرة في الاستمرار، واسم بياجيه أكبر من شخص إيف أو اي فرد من العائلة»، يقول. حركه حبه للمهنة، هو الذي تلقن صناعة الساعات من العائلة ودعمها بشهادة جامعية. لا يندم على شيء في حياته، «ولكن في بعض الأحيان، أتمنى لو أمضيت وقتاً أكبر مع من أحبهم ويحبونني». الندم الخفي عند إيف، لا يلبث أن يزول مع السؤال عن المستقبل أو المكان الذي يحلم أن تصل إليه شركة العائلة، فيعود البريق إلى عينيه: «وصلت بياجيه إلى العالمية التي نبغاها، وهي اليوم في 68 متجراً حول العالم. أنا غير قلق عليها، وما أستطيع قوله انها ستبقى السبّاقة في عالم الساعات... وحركتها». يحنّ بياجيه إلى منزل عائلته في كوت - أو - فيه، ويؤكد أن نجاح الشركة نابع من الروح العائلية التي يتعامل بها مع الجميع في الشركة والمصانع، موضحاً: «نعمل مع الانسان والروح، لأنهما الابقى، ولأنهما ينعكسان في الانتاج».