نشرت الأجهزة الأمنية المئات من عناصرها في محافظة ديالى للحيلولة دون شن هجمات على مؤسسات حكومية ودينية، فيما عقدت قيادة العمليات اجتماعاً موسعاً للنظر في احتمال عزم التنظيمات المرتبطة بتنظيم «القاعدة» السيطرة على بعض الأقضية والنواحي. وقال مصدر استخباري بارز إن مكتب مكافحة الإرهاب في المدينة تمكن من كشف الاستراتيجية الجديدة للتنظيمات المسلحة المقرر تنفيذها بعد الانسحاب الأميركي. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ل «الحياة» أن «قادة القاعدة لجأوا الى مناطق نهر ديالى وتلال حمرين لشن هجمات على عناصر وقادة الصحوة، فيما تشن خلايا أخرى هجمات لإضعاف القوات الأمنية وتشتت جهودها». وشهدت الطرق الرئيسة والفرعية في كل مدن المحافظة انتشاراً موسعاً لوحدات من الشرطة والجيش بالإضافة الى تشديد إجراءات تفتيش السيارات المدنية والتدقيق في الهويات. وقال الناطق باسم قيادة الشرطة في ديالى الرائد غالب الكرخي في تصريح الى «الحياة» إنه «تم اعتقال 80 في المئة من قادة تنظيم القاعدة والمجموعات المسلحة الأخرى في المحافظة». وأشار الى أن «عدد المطلوبين المعتقلين لدى القوات الحكومية 800 متهم منذ حلول العام الحالي في حين تم اطلاق 450 شخصاً لبراءتهم من التهم الموجهة إليهم». وعن مخاوف الأهالي من عودة الحرب الأهلية بعد الانسحاب الأميركي من العراق، أكد الكرخي «وجود خلايا متخصصة في بث الإشاعات ونشرها بين الأهالي وهو جزء من الحرب النفسية التي تعتمدها التنظيمات المسلحة في حربها». وكانت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى أكدت وجود أربعة آلاف مسلح من بقايا الحرس الجمهوري وفدائيي صدام من الذين ينتمون الى المجموعات المسلحة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» وينتشرون في عموم المحافظة. الى ذلك، عقدت قيادة عمليات ديالى اجتماعاً أمنياً موسعاً لبحث الخروقات الأمنية الأخيرة ومراجعة الإجراءات المتبعة للحد من الهجمات إضافة الى وضع إجراءات استباقية لمواجهة العنف. وأوضح مدير مكتب الإعلام في المحافظة تراث العزاوي أن «مسؤولين في الحكومة المحلية وقيادات أمنية وأعضاء في مجلس المحافظة ناقشوا نتائج التحقيق في أسباب الخروقات الأخيرة». نافياً أنباء عن إجراء تغييرات في القيادة الأمنية.