لم تكد الدوحة تنتهي من بطولة عالمية حتى تبدأ بالتحضير لبطولة أخرى. فبعد استضافة بطولة العالم لكرة اليد في كانون الثاني (يناير) 2015، واحتضان بطولة العالم للملاكمة في تشرين الأول (أوكتوبر) 2015، تترقب العاصمة القطرية استقبال بطولة العالم للدراجات الهوائية من 9 إلى 16 تشرين الأوّل (أكتوبر) الحالي، وذلك للمرة الأولى عربيا. ويشارك في البطولة أفضل الدراجين في العالم من الرجال والسيدات في فئة النخبة، في حين تضم البطولة أيضا فئتي ما دون 23 عاماً والناشئين . وستكون بطولة العالم للاتحاد الدولي للدراجات الهوائية "الدوحة 2016"، محطة فارقة أخرى حيث تستضيف حوالي 1.000 متسابق من 75 دولة، وأكثر من 5.700 مشارك، وحوالي 30.000 مشجع، هذا بالإضافة إلى ملايين المشاهدين حول العالم. ولعل أبرز ما يُميّز نسخة هذا العام من البطولة أنها ستتضمن فعاليات مصاحبة تحاكي التنوع الثقافي والجانب التعليمي والرياضي في قطر، وهذا ما كان رئيس اللجنة المنظمة الشيخ خالد بن علي آل ثاني حريصا على إبرازه. وقال الشيخ خالد في حديث إلى وكالة "فرانس برس": "نسعى أن تكون البطولة أشبه بمهرجان يجتمع فيه كل محبي الرياضة وليس الدراجات فحسب". على طريق استضافة الأولمبياد واعتبر الشيخ خالد أن استضافة بطولة العالم للدراجات في الدوحة يأتي في سياق النهج الذي تسير عليه الدولة في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى سنويا، قائلا: "دأبت قطر على استضافة البطولات المهمة، السياسة موجودة لاستضافة الأحداث العالمية على أعلى مستوى، والهدف النهائي طبعا الوصول إلى جهوزية استضافة الأولمبياد". تنوع ثقافي وتعليمي ورياضي وتحدّث رئيس الاتحاد القطري للدراجات أيضا عن الأماكن المخصصة لمسار بطولة العالم قائلا :" بداية تم اختيار اللؤلؤة لتكون مركز النهاية لكل السباقات، كما لدينا نقاط عدّة للانطلاق مثل مؤسسة قطر التعليمية، بهدف تشجيع الطلاب على هذه الرياضة وممارستها، فضلا عن الجانب البيئي وارتباط رياضة الدرجات به". وأشار الشيخ خالد أيضا أنه تم اختيار أكاديمية أسباير لتكون محطة في السباقات خصوصا أنها تعتبر واجهة شرق أوسطية بارزة للرياضة، بما تضمه من نشاطات ومنشآت على أعلى مستوى، إلى جانب وجود مستشفى إسبيتار وحدائق ومجمعات تجارية". وتحدث الشيخ خالد أيضا عن محطة ثالثة وهي لوسيل التي تضم حلبة للدراجات النارية، وقاعة عالمية لكرة اليد استضافت مونديال 2015. لا مشكلة في الطقس وفي رد على سؤال حول خشيته من ارتفاع حرارة الطقس أثناء البطولة، قال الشيخ خالد: "البطولة ستنظم وسط درجات حرارة تتراوح بين 35 و37 درجة وهي حرارة مقبولة، خصوصا أن هناك بطولات للدراجات تنظم صيفا في أوروبا وتتراوح خلالها درجات الحرارة ما بين 42 و44 درجة". ويضيف :"نحن من جانبنا وفرنا التبريد في كل المناطق الأساسية كنقاط الانطلاق (...)، مقر الفرق والانطلاق ومناطق الجمهور ستكون مكيفة، وفي موضوع الطقس تحديدا تم توقيع اتفاقية بين مستشفى إسبيتار والاتحاد الدولي لاستخدام بطولة العالم ورصد حرارة المتسابق خلال السباق، وسيتم إعداد ورقة عن طريق أطباء إسبيتار ترسل للجميع وتحدّد الطريقة المثلى لتهيئة الدراجين بالطرق العلمية للطقس الحار".