خلّف الإعصار "ماثيو"، الذي ضرب جزر البهاما والساحل الشرقي لفلوريدا في الولاياتالمتحدة أمس الأربعاء، 26 ضحية على الأقل ملحقاً أضراراً بالغة بغالبية المنازل في جنوب هايتي. واضطرت الدولة تأجيل الانتخابات الرئاسية التي طال انتظارها، دون تحديد موعد جديد لها، بسبب الخسائر التي خلّفها "ماثيو" باعتباره الإعصار الأقوى في الكاريبي منذ نحو 10 سنوات. وفتك الإعصار، الذي بلغت سرعة رياحه 230 كيلومترا في الساعة، بالماشية والمحاصيل ودمرت المنازل. وقال المركز الوطني للأعاصير في ميامي إن "الإعصار ماثيو الذي كان مصنفاً من الفئة الرابعة يوم الثلثاء، تم تخفيض قوته إلى الفئة الثالثة في ساعة مبكّرة من صباح يوم أمس". وعلى ضوء ذلك، جرى إخلاء الساحل الجنوبي الشرقي، في وقت حذّر فيه حاكم ولاية فلوريدا ريك سكوت السكان من احتمال تعرضهم لضربة مباشرة قد تكون "كارثية"، إذ شكلت العاصفة مساراً من الدمار في جنوب هايتي وقذفت بالقوارب والحطام على الطرق الساحلية التي اجتاحتها مياه البحار والمناطق السكنية التي غمرتها المياه. وقال مسؤول حكومي في اجتماع مع مسؤولين في الأممالمتحدة إن "الأضرار لحقت بحوالى 80 في المئة من المنازل في منطقة سود بهايتي، وهي منطقة يقطنها أكثر من 700 ألف شخص، ويعيش نحو 11 ألف منهم في خيام ومساكن مؤقتة، بعد الزلزال الذي وقع في العام 2010، وقتل أكثر من 200 ألف شخص. وأشار الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى أن 350 ألف شخص في حاجة لمساعدات عاجلة، وفقآً لحكومة هايتي، في حين علّق نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة على أن هايتي تشهد "أكبر حدث إنساني" منذ وقوع الزلزال قبل ست سنوات. وفي حين تستمر التحذيرات على امتداد قطاع واسع من الساحل الشرقي لفلوريدا توقعاً لوصول إعصار "ماثيو" إلى هناك اليوم الخميس، تم إجلاء مئات الآلاف بسبب العاصفة التي سببت فيضانات عارمة، وقتلت أربعة أشخاص في جمهورية الدومينكان إضافة إلى ما لا يقل عن 22 في هايتي، وهما البلدان اللذان يتقاسمان جزيرة هيسبانيولا.