تسعى الحكومة المحلية في محافظة البصرة إلى إزالة التعديات على البيوت التراثية التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن التاسع عشر، واحتلها مواطنون بعد حرب عام 2003. وطالبت رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس المحافظة زهرة البجاري «الجهات التنفيذية برفع التجاوزات والسكن العشوائي في البيوت التراثية في البصرة القديمة». وقالت ل «الحياة» إن «بعض العائلات تقطن هذه البيوت بصورة غير قانونية وعمدت إلى تغيير وتشويه معالمها» . وأوضحت ان «آلية تم وضعها للمحافظة على تلك البيوت التي يصل عددها (42 بيتاً)، وإزالة التعديات عليها وتحويلها إلى معالم سياحية «. وزادت «ان هيئة الآثار في البصرة تفرض رسوماً ومبالغ على وسائل الإعلام المختلفة مقابل التصريح لها بزيارة تلك الأماكن، ما يعيق تشجيع السياحة» . وأعلن محافظ البصرة شلتاغ عبود في بيان «شن حملة كبيرة لإبعاد المتجاوزين عن المناطق التراثية وتحويلها إلى مناطق سياحية تتلاءم مع طبيعتها السابقة الا انه لم يتم اتخاذ أي شيء يذكر حتى الآن». وأضاف «ان الفترة المقبلة ستشهد اهتماماً بالواقع السياحي والتراثي والعمل على تهيئة الظروف المناسبة لاستثمار مثل هذه المواقع التي تذكرنا بالماضي العريق لمدينة البصرة». إلى ذلك، قال أبو علي وهو من سكان الشناشيل : «كان بيتي على مقربة من منطقة الشناشيل وقصف إبان الحرب الأخيرة عام 2203 ما اضطرني إلى أن أسكن في أحد هذه البيوت التراثية». وأضاف: «إن هذه البيوت كبيرة تأوي الآن أكثر من عائلة في كل بيت وباحتها واسعة ويمكن أن يتم استثمارها على نحو مختلف». وقالت علياء صادق: « ليس لنا معيل وكنا نسكن بالإيجار إلا أننا بعد الحرب وجدنا مبلغ الإيجار صعباً علينا ما حدا بنا إلى التجاوز». وتضيف:»أحد أقربائنا كان يسكن في أحد بيوت الشناشيل وأبلغنا بإمكان أن نسكن معه في البيت الكبير الذي حصل عليه بالقوة في زمن غابت سلطة الحكومة ولكننا ما زلنا في هذا البيت ولن نغادره إلا لنسكن في البديل الذي توفره الدولة». أبو أحمد قال: ان»الدولة أخلت بعض البيوت لإعطائها إلى اتحاد الأدباء أو البيت الثقافي في المحافظة ، وهاتان المؤسستان تتناسب طبيعة عملهما مع هذا النوع من البيوت. ولا أظن أن هناك مؤسسات حكومية أخرى يمكن أن تستفيد منها». وأضاف:»نتمنى على الحكومة أن تدعنا في هذه المنازل كونها بيوت لسكان سابقين وهي اليوم بيوت لسكان معوزين وبالإمكان الإبقاء على عدد قليل منها للحفاظ على التراث». والشناشيل أي الشرفات من ابرز المعالم التاريخية في البصرة. عرفها البصريون خلال فترة الاحتلال العثماني، منتصف القرن السابع عشر. وتعتمد الشناشيل على ابراز واجهة الطابق الثاني بأكمله أو غرفة من غرفه في شكل ناتئ إلى الامام ويكون هذا البروز بالخشب وبزخارف هندسية، وتعد من المألوفة في البيوت البصرية وتنتشر في منطقة البصرة القديمة وأبي الخصيب والعشار. وتعرضت إلى الإهمال والاندثار بعد هجمة المباني الكونكريتية.