أعرب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية عميد السلك الديبلوماسي العربي أحمد قطان، خلال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة تونس اليوم (الثلثاء)، عن استنكاره للمذابح التي ترتكب في مدينة حلب السورية، واصفا إياها بأنها «فضيحة تحدث أمام أعين العالم». وذكرت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) أن قطان دعا في كلمته خلال الاجتماع «الدول العربية إلى الوقوف بجانب الشعب السوري، وبذل كل الجهود الممكنة على المستوى الدولى لتوفير ممرات آمنة لتوصيل مواد الإغاثة إلى المواطنين»، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود لمنع الرئيس بشار الأسد وحلفائه من إبادة الشعب السوري. وانتقد قطان «صمت المجتمع الدولى على جرائم نظام الأسد، والذي ساعده على مواصله نهجه الدموي في حق أبناء شعبه». وتساءل: «أين الحل السلمى للأزمة السورية وكيف نحققه؟!» واستنكر لجوء النظام إلى حلفائه «لإبادة الشعب، بعد فشله في القضاء على الثورة، ما يؤكد أنهم يسعون إلى الحل العسكري ويتحججون بوجود تنظيمات إرهابية، وكأن الشعب السوري أصبح بأكمله إرهابياً». وشدد قطان على ضرورة «إجبار كل الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات، وتطبيق قرارات مؤتمري جنيف 1 و2»، مشدداً على مواصلة المملكة جهودها في دعم سورية. وقال قطان: «لسنا دعاة حرب ولا نسعى إليها، والصراع المسلح لا يحسم الأمور، بل سعينا للوصول إلى حل سلمي للأزمة»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «المملكة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي، كما أنها ما تزل تسعى إلى أن تبقى سورية موحدة». وانطلقت اليوم في مقر الأمانة العام للجامعة العربية في القاهرة أعمال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة تونس، وذلك للبحث في الأوضاع المتأزمة في مدينة حلب السورية. وحذر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في كلمته من «تفاقم الأوضاع المتدهورة في مدينة حلب»، مؤكداً أنه «وضع بالغ الخطورة حتى بمعايير الحرب الأهلية السورية بكل ما شهدته من فظائع وانتهاكات». ووصف أبو الغيط ما يجري في حلب بأنه «مذبحة»، داعياً إلى «وقفة عربية حازمة إزاء ما يجري من قتل عشوائي وحصار وتجويع للمدنيين فيها». وأعلن «التضامن الكامل مع الشعب السوري الذي يواجه واحدة من أصعب المآسي في التاريخ العربي الحديث». وأكد أبو الغيط على أن «ما يحصل في حلب منذ انهيار ترتيبات الهدنة في التاسع عشر من أيلول (سبتمبر) الماضي، هو مذبحة بالمعنى الحرفي للكلمة، ويتعين العمل بصورة عاجلة لإقرار وقف إطلاق النار في حلب وفي عموم سورية، من أجل إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للسكان المحاصرين، والعمل من أجل تفادي وقوع أزمة إنسانية مروعة تفوق في ضراوتها ما جرى من مجازر». وأشار أمين عام الجامعة إلى أن «هناك أطرافاً دولية وإقليمية متورطة في هذا الهجوم الوحشي على المدينة»، مؤكداً أنه «ينبغي أن تتحمل هذه الأطراف مسؤوليتها إزاء الخروقات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني التي ارتكبت خلال الأيام الماضية من قصف متعمد وممنهج للمستشفيات». وشدد على أن «الأزمة السورية تظل عربية تقع تبعاتها على دول المنطقة وشعوبها، وليس مقبولاً أن يتم ترحيل الأزمة برمتها إلى الأطراف الدولية التي ظهر أنها عاجزة عن الاتفاق أو التوصل إلى تسوية يمكن فرضها على الأرض». وأكد أهمية أن «يكون للجامعة العربية رأي ودور في معالجة الأزمة السورية، إذ تتعاظم الحاجة إلى الدور العربي والتواجد العربي للسوريين اليوم أكثر من أي وقت مضى». وأوضح أبو الغيط أن «الحل العسكري لن يحسم الصراع، وأن أي طرف يتصور إمكان تحقيق الحسم العسكري واهم ومخطئ في قراءته للموقف، ويتعين عليه مراجعة هذا التصور الذي لن يقود سوى إلى مزيد من سفك دماء السوريين من دون جدوى حقيقية».