أكد السفير الفرنسي لدى السعودية برتران بزانسنو أمس، أنه في الأجواء الدولية الجديدة فإن فرنسا بلد يمكن الاعتماد عليه من المملكة وغيرها، كونها «صديقة العرب»، مضيفاً أن السعودية ستبقى دولة مستقرة، وأنا معجب بكرم شعبها ومناظر جبالها وصحرائها. وقال السفير بزانسنو وهو يودع الرياض أمس بعد انتهاء عمله الرسمي لبلاده: «بعد تسع سنوات من إقامة لا تنسى في المملكة، نستعد أنا زوجتي لمغادرة بلدكم نهائياً بتاريخ 8 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، نغادره بغصّة قلب فعلية، إذ نشعر أنّنا في بلدنا في المملكة، وقدّر أولادنا الكبار غاية التقدير الزيارات المتعدّدة التي قاموا بها إلى المملكة. كيف يمكننا ألا نعرب عن إعجابنا أمام جمال الصحراء والجبال والبحار في هذا البلد الرائع؟ تسنّت لنا زيارة جميع مناطق المملكة وأبهرنا بالمناظر الخلاّبة وبكرم ضيافة السكّان الأسطورية. ولكنّ الأمر الأهمّ هو بطبيعة الحال الأصدقاء الفعليون الذين نتركهم هنا ولا يساورنا الشكّ بأنّهم سيبقون أصدقاءنا لأن الوفاء ميزة سعودية». وأضاف: «إلى أصدقائنا أجمعين – الرسميين والأشخاص- نعرب عن شكرنا الجزيل من أعماق قلبنا لهذه السنوات التي مضيناها معاً والتي ستبقى بمثابة كنز لنا، أريد أن أغتنم الفرصة كي أقول لهم إنّه، على الصعيد المهني، تسنّى لي أن أعيش خبرة استثنائية. أمام وضع إقليمي صعب للغاية، تبقى المملكة قطب استقرار وتنمية ولاعباً دولياً تتجلّى أهميّته يوماً بعد يوم». وأكد أن الرياض «أصبحت عاصمة العالم العربي الجديدة ويتعيّن على القوى العظمى أخذ آرائها في الاعتبار، إن التنمية الاقتصادية السريعة التي عرفتها المملكة خلال السنوات الأخيرة غيّرت نمط حياة السكّان بشكل عميق، بفضل نشاط الملك عبدالله، رحمه الله، تلعب النساء السعوديات دوراً متنامياً في المجتمع ويعرب الشباب بشكل صريح على الشبكات الاجتماعية عن تطلّعاتهم: الوظائف ووسائل ترفيه أكثر». وأشار إلى أن «المملكة هي بالتالي دولة مستقرّة ولكنّ في تحرّك مستمّر. ينبغي على كلّ واحد أن يأخذ التغييرات التي طرأت في العالم – ظهور عالم متعدّد الأقطاب وتغيير المعطيات في قطاع الطاقة والبيئة - في الاعتبار والمملكة تتأقلم. إن رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان 2030 هي تحليل شجاع للوضع، يقدّم للمواطنين السعوديين آفاقاً جديدة». وتابعك «بطبيعة الحال، يصعب على المرء تغيير عاداته، وهناك مخاوف فعلية يعرب عنها البعض بشأن تأثير الإصلاحات. ولكنّ التوّجهات العامة هي التوّجهات الصالحة، وتتمّتع المملكة بميزات جدّية يمكنها استغلالها. بفضل تنسيق جيّد مع اللاعبين الاقتصاديين، ستسنّى للبلد استعادة نموّه والثقة في مستقبله. إنّها تضطلع بمسؤولياتها بنشاط متزايد في العلاقات الدولية. ونحتاج للأصدقاء في الأوقات العصيبة. كما تعلمون، أن فرنسا صديقة العرب وشريكة جديرة بالثقة للمملكة منذ الزيارة التي قام بها الملك فيصل إلى الجنرال دي غول عام 1967. خلال السنوات الماضية، عزّزنا تعاوننا في جميع القطاعات بشكل ملموس، وإنّي أفتخر بالمساهمة التي قدمّتها». وأضاف: «في الأجواء الدولية الجديدة، يمكن للمملكة أن تعتمد على فرنسا. إنّنا نشاطر الرؤى نفسها حول الوضع الإقليمي وتعاوننا الأمني والعسكري تعاون مثالي، ونمت تبادلاتنا الاقتصادية والثقافية كثيراً، إنّي مقتنع بأن التقنية الفرنسية – وهي تقنية في الطليعة في مجالات عدة تهمّ المملكة - بل أيضاً خبرتنا في الشراكات بين القطاعين العام والخاص وفي مجال التدريب - بما فيه التقني والمهني - أمور ستسهّل بشكل جوهري زيادة المشاريع المشتركة بين الشركات الفرنسية والسعودية – الكبيرة والمتوّسطة والصغيرة. أثق بتعزيز شراكتنا الاستراتيجية».